في زمنٍ تتقاطع فيه الخوارزميات مع المخيلة، وتتحول فيه الآلة من أداة صامتة إلى شريك درامي في بناء الحبكة، نجد أنفسنا أمام سؤال محوري: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معادلات الإبداع؟
تسعى هذه الندوة، التي ينظمها صالون Artery – شريان الفن، إلى تأمل العلاقة المركّبة بين الذكاء الاصطناعي والفن، من خلال مناقشة فيلم Her الذي جعل من الآلة كيانًا عاطفيًا، ومسرحية ماكبث المصنع التي أعادت صياغة شكسبير في زمن الخوارزميات، مع استدعاء الإرث المسرحي في R.U.R، حيث ظهرت أول مرة لفظة "روبوت" بمعناها الوجودي والفلسفي.
هذه الندوة لا تنشغل فقط بمقارنة بين نصوص فنية، بل تنطلق إلى مساحة نقدية بينية تستقرئ تحولات الكتابة، الأداء، والإخراج حين تقتحم الآلة المشهد لا كأداة إنتاج بل كعنصر درامي حيوي وربما أكثر حيوية في المستقبل القريب.
كيف يغير الذكاء الاصطناعي معادلات الإبداع؟
ففي السابعة والنصف، من مساء يوم الأربعاء المقبل، والموافق 28 مايو الجاري، يستضيف مركز نوار الفني، وذلك بمقر المركز الكائن في 3 شارع سليمان الحلبي، بجوار محطة مترو أحمد عرابي. أمسية جديدة من أمسيات، صالون شريان الفن. ولقاء حول الذكاء الاصطناعي وهل يغير في معادلات الإبداع.
ويشارك في اللقاء كل من، الناقد الأكاديمي، د. أحمد مجدي ــ الكاتب السيناريست، محمد رفيع ــ المخرج المسرحي، محمد فاضل، وبحضور المخرج محمود الحسيني، ويدير النقاش القاص الناقد هاني منسي.
كما يتخلل اللقاء مناقشة محور لقاء جديد من لقاءات، صالون “Artery- شريان الفن "كيف يغير الذكاء الاصطناعي معادلات الإبداع؟" ومناقشة سؤال الذكاء الاصطناعي في السينما والمسرح، مع مناقشة فيلم “Her” والعرض المسرحي “ماكبث المصنع”. الفيلم الروائي "Her"، والذي يعد من أبرز الأفلام السينمائية التي تناولت الذكاء الاصطناعي ومدي تغوله، وإذ ما كان يمكنه يوما أن يحل محل الإنسان حتي في العلاقات الإنسانية. فبطل الفيلم والذي يقع في حب الذكاء الاصطناعي المتمثل في صوت أنثوي، يشاركه كافة تفاصيل حياته وكأنها امرأة بشرية، سرعان ما يصبح علي حافة الجنون، عندما تتخلي عنه وتخبره بأنها في علاقة عاطفية مع مستخدم آخر غيره.
تجدر الإشارة إلي أن المخاوف المتصاعدة من الذكاء الاصطناعي ودخوله شتي مجالات الحياة حتي الفكرية والإبداعية منها كانت ولازالت محور اهتمام الباحثين في شتى المجالات.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت قضية الإبداع الأدبي في عصر الذكاء الاصطناعي هي الأكثر انتشارًا وجدلًا، فهناك وجهات نظر مختلفة، الأولى تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يحل محل المؤلف/ المبدع، والثانية ترى بأن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المؤلف، والثالثة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المؤلف لكنه سيساعده في إنتاج أعماله الأدبية. وأخيرًا، توضيح الفرق بين أدب الذكاء الاصطناعي والأدب التقليدي من جوانب كثيرة ومتعددة.