في ظاهر فلكية سنوية، تشهد سماء مكة، اليوم الثلاثاء، تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، للمرة الأولى في عام 2025، حيث ستصبح الشمس في موقع شبه عمودي فوق الكعبة فتصل أشعتها مباشرة إلى سطحها دون أن تلقي الأجسام العمودية أي ظل.
تعامد الشمس على الكعبة
وستحدث ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة، اليوم الثلاثاء، عند الساعة 12:18 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، حيث سيتزامن ذلك مع أذان الظهر في المسجد الحرام حيث تبلغ الشمس في تلك اللحظة زاوية ارتفاع قدرها 89.56 درجة فوق الأفق، بحسب الجمعية الفلكية بجدة.
كما أن من المرتقب أن يتكرر، غدًا الأربعاء، ذات المشهد في نفس التوقيت تقريبًا تقريبًا بزاوية ارتفاع تبلغ 89.54 درجة بفارق طفيف للغاية عن اليوم السابق.
وذلك يعني أن اليوم الثلاثاء، هو الأقرب للحظة التعامد المثالي، في تأكيد على دقة الحسابات الفلكية وقدرتها على التنبؤ بهذه الظواهر بدقة متناهية.
ظاهرة تعامد الشمس
علميًا، يشير التعامد إلى سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تماماً على نقطة معينة من سطح الأرض بحيث لا تُلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.
وفيما يتعلق بتعامد الشمس على الكعبة المشرفة، فإن هذه الظاهرة تحدث مرتين سنويًا في نهاية مايو ومنتصف يوليو، وذلك عندما تمر الشمس بشكل مباشر فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي.
وتعتبر ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة من أجمل الظواهر الفلكية التي تجسّد روعة النظام الشمسي ودقة الحسابات الفلكية وهي تمثل فرصة ثمينة للعلماء والهواة والمسلمين حول العالم لرؤية مشهد مميز، وتحديد القبلة بأعلى دقة ممكنة والتأمل في انتظام هذا الكون العظيم.
وترجع هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالًا وجنوباً على مدار العام، حيث إنه بعد الاعتدال الربيعي تتحرك الشمس شمالًا حتى تتقاطع مع خط عرض مكة في أواخر مايو، ثم بعد الانقلاب الصيفي تبدأ في العودة جنوبًا وتتقاطع معه مرة أخرى في يوليو.
اختفاء الظلال
وخلال ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة، يمكن للزوار في مكة المكرمة رؤية اختفاء الظلال لأجسام مثل الأعمدة أو أي أدوات مستقيمة قائمة، مما يجعل من الحدث مشهدًا بصريًا رائعًا يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية.