بغروب شمس اليوم الثلاثاء، تستطلع دار الإفتاء هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، من خلال لجانها الشرعية المنتشرة في كافة أنحاء الجمهورية، في حين أكدت الحسابات الفلكية، أنه من المتوقع رؤية هلال شهر ذي الحجة بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء، وبالتالي سيكون اليوم التالي غرة الشهر الفضيل.
هلال شهر ذي الحجة
وستعلن دار الإفتاء المصرية، نتيجة رؤية هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ، بناء على الرؤية الشرعية التي تجريها عن طريق لجان شرعية علمية تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، بينما أن الحساب الفلكي يؤخذ به في النفي لا في الإثبات.
وحال ثبوت رؤية الهلال بعد مغرب، اليوم، ستعلن الإفتاء، أن غدًا الأربعاء، غرة شهر ذي الحجة.
وأوضحت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ميلاد هلال شهر ذي الحجة حدث مباشرة بعد الاقتران في الساعة الخامسة وثلاث دقائق فجرًا من اليوم الثلاثاء.
ومن جانبها، دعت المحكمة العليا فى السعودية إلى تحرى رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء اليوم، مطالبة من يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه.
وبذلك، سيكون أول أيام شهر ذو الحجة فلكيًا غدًا الأربعاء، فيما ستكون وقفة عرفات يوم الخميس، الموافق الخامس من يونيو 2025.
بينما سيوافق عيد الأضحى يوم الجمعة، السادس من يونيو 2025، حيث من المنتظر أن يتم الجزم بهذه الحسابات الفلكية، بعد تحقق رؤية الهلال، اليوم.
وشهر ذي الحجة، هو الشهر الـ12 في التقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهىٰ اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها، وهو الشهر الذى تؤدىٰ فيه فريضة الحج.
العشر الأوائل من ذي الحجة
وحول فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، تؤكد "الإفتاء"، أنها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، فقد روى ابن عباس -رضي الل-ه عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
وبخصوص حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذي حث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على فعله في هذه الأيام كما مر في حديث ابن عباس.
وعن حكم صيام يوم عرفة، قالت الإفتاء، إن صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وقولية حث عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.
ويحرم باتفاقٍ صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأن هذه الأيام منع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وفقًا لـ"الإفتاء".