بدأت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أعمال الاجتماع العربي المشترك، حول تقييم الأطر القانونية والاستراتيجيات الخاصة بحماية وتعزيز حقوق واحتياجات ضحايا الإرهاب بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء في الجامعة العربية المنتمين إلى الوزارات والهيئات الوطنية ذات الصلة بإدارة قضايا ضحايا الإرهاب، وأيضا مسؤولين من أجهزة العمل العربي المشترك وآلياته المتخصصة في مكافحة الإرهاب.
وقال السفير محمد الأمين ولد اكيك الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون القانونية بجامعة الدول العربية" إن هذا الموضوع يكتسي أهمية كونية بالغة ويؤرق كل أنحاء العالم باعتباره بؤرا سرطانية تنخر فى جسم أكثر من مجتمع خاصة أن العالم العربي ومحيطه يعانى أكثر من غيره من الإرهاب وعلى رأسه إرهاب الدولة الذي يمارسه الاحتلال الغاصب على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرض للإبادة الممنهجة والتهجير القسري والتجويع والترويع بدعم سخي من قوى تجيد ازداوجية المعايير وقلب الحقائق والكيل بمكيالين".
وأضاف ولد اكيك فى كلمته الافتتاحية "أن الإرهاب آفة قاتلة عصفت بدول بأكملها وتهدد استقرار وديمومة دول أخرى ودفعت ثمنه شعوب بأكملها ثمنا باهظا ودفع ثمنه آلاف مؤلفه من الأبرياء وشرد وأسر واقتلع السكان من أوطانها ومحى أسرا بأكملها من السجلات المدنية، ولهذا يتحتم على الجميع تكاتف الجهود لمكافحته واستئصاله وكذلك تقديم يد العون والإنصاف لضحاياه وضمان كرامتهم والحصول على حقوقهم كاملة غير منقوصة في العدالة والرعاية وفى التعويض المادي والمعنوي المجزئ والمواساة وجبر الخواطر لهم".
وقال "إنه يمكن التعويل على جامعة الدول العربية وكل أجهزتها المعنية في توفير الدعم السخي اللامشروط والمشاركة فى أية أنشطة وفعاليات ذات الصلة من أجل تحقيق هدفنا المشترك والأسمى في دحر الإرهاب ومخلفاته ودعم ضحاياه ووضع الاستراتيجيات الملائمة لذلك وسن التشريعات الاسترشادية لبلوغ هذه الأهداف النبيلة.
ويركز الاجتماع العربي المشترك على مدى ثلاثة أيام على استعراض الجهود الجماعية العربية في إطار جامعة الدول العربية لحماية حقوق ودعم ضحايا الإرهاب مع فتح المجال للاستفادة من التجارب المتميزة الرائدة من الدول الأعضاء في الجامعة، وسيتضمن عددًا من الجلسات المواضيعية وحلقات النقاش، وجلسة افتتاحية رفيعة المستوى تتضمن مداخلات من الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون القانونية، وكبار المسؤولين في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومن ممثل العراق كرئيس مشارك لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب.
تتناول جلسات الاجتماع الخمس الجهود العربية لوضع أدوات قانونية جماعية لدعم ضحايا الإرهاب وجلسة حول الإطار العام لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في محورها الخاص بدعم ضحايا الإرهاب، وجلسة حول أنشطة دعم ضحايا الإرهاب في خطط العمل العربية لمكافحة الإرهاب في مجالات الإعلام والاتصال والشؤون الاجتماعية، وجلسة حول أعمال ومساعي البرلمان العربي في وضع أدوات تشريعية للتعامل مع ضحايا الإرهاب، وجلسة حول دور مراكز التأهيل والتدريب في تأهيل ضحايا الإرهاب.
وفي إطار دعم ضحايا الإرهاب، يخصص جزء مهم من هذا الاجتماع للاستماع إلى شهادات حية من أفراد وعائلات تأثروا بشكل مباشر بأعمال العنف الإرهابي، يهدف هذا النشاط إلى إعطاء صوت للضحايا، وتسليط الضوء على التداعيات الإنسانية والاجتماعية والنفسية العميقة للإرهاب، كما يعد فرصة لتعزيز الوعي المشترك بضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة ودعم الناجين من خلال هذه الشهادات، ويتاح للمشاركين فهم أعمق لتحديات التعافي والعدالة؛ ما يسهم في صياغة سياسات واستراتيجيات أكثر فاعلية لمواجهة الإرهاب وحماية حقوق الضحايا.
وتتركز النتائج المتوقعة للاجتماع العربي المشترك حول تطوير إطار عربي موحد لحماية ودعم ضحايا الإرهاب، مع تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول الأعضاء، وستصدر توصيات عملية لتفعيل دور الضحايا في الوقاية من التطرف والإرهاب، كما سيكون الاجتماع فرصة لتقوية علاقات العمل المشترك بين الأجهزة الحكومية العربية، وتعزيز شراكاتها مع المنظمات الدولية ومراكز البحوث المتخصصة.