الخميس 24 يوليو 2025

تحقيقات

الجوع يحاصر القطاع.. انتقادات دولية لآلية توزيع المساعدات في غزة: إلهاء عن الفظائع ومحاولة لتنفيذ مخطط التهجير

  • 28-5-2025 | 15:07

توزيع المساعدات في غزة

طباعة
  • أماني محمد

600 يوم من العدوان على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 202، ويكثف الاحتلال الإسرائيلي حربه على أنحاء القطاع في حرب إبادة وعدوان وقصف بري وبحري وجوي، مع استخدام الجوع كسلاح للتهجير والقتل، وهو ما عكسته آلية توزيع المساعدات أمس في أنحاء غزة، والتي شهدت تدفقًا لحشود أهالي غزة في مشهد أثار غضبًا فلسطينيا ودوليا وانتقدته المؤسسات الأممية رفضا للآلية الأمريكية الإسرائيلية بشأن المساعدات.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء أربعة مواقع مساعدات في الأسابيع الأخيرة في أنحاء القطاع، وأن اثنين منها في منطقة رفح بدأت العمل أمس الثلاثاء، لتوزيع طرود غذائية على آلاف العائلات في قطاع غزة.

يأتي ذلك بعد قرار الاحتلال إغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس الماضي، في وجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، في تطبيق لسياسة معتمدة للتجويع بهدف التهجير قسري، أدى لمعاناة 2.4 مليون من مواطني غزة من الجوع.

 

توزيع المساعدات في غزة

واندفع مواطنون من فئات عمرية مختلفة من المناطق الغربية لقطاع غزة، في خان يونس ورفح، باتجاه مركز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، في منطقة تل السلطان غرب رفح، في مشهد مؤلم ظهرت فيه حشود غفيرة من الفلسطينيين الذين أزالوا بعض الأسوار وتسلقوا الحواجز للحصول على المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والإغاثية.

بينما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النيران على الفلسطينيين في محاولة لتفريقهم عن مركز توزيع المساعدات، زاعما أن "قواته أطلقت طلقات تحذيرية في المنطقة خارج مقر التوزيع، ولم يطلق.. أي نيران جوية تجاه مركز توزيع المساعدات".

وبحلول مساء أمس الثلاثاء، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" عن توزيع حوالي 8000 صندوق غذائي، أي ما يعادل حوالي 462 ألف وجبة، بحسب ما جاء على لسان وزارة الخارجية الأمريكية.

 

وصمة عار على جبين الإنسانية

وأثارت هذه المشاهد ردود فعل دولية وفلسطينية، إذ أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن مشاهد تدافع آلاف المدنيين في قطاع غزة سعياً إلى الحصول على الغذاء، وصمة عار على جبين الإنسانية، ودليل جديد على تفشي المجاعة في أوساط أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل حصار مطبق ومنع لإدخال الغذاء والدواء بفعل إغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضي، وعجز المجتمع الدولي عن إجبار الحكومة الإسرائيلية على احترام التزاماتها الإنسانية كقوة احتلال في قطاع غزة، وشاهد حي على أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم التجويع سلاحا في عدوانها على قطاع غزة، ومحاولة تنفيذ مخططات تهجير شعبنا.

وجددت الوزارة تأكيدها على أن الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع مظاهر القتل والتهجير والضم، والإفراج عن الرهائن والأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية بشكل مستدام، وعودة قطاع غزة تحت مظلة المؤسسات الشرعية الفلسطينية هي المدخل الوحيد لحماية المدنيين واستعادة الهدوء، بما يمهد لفتح مسار سياسي تفاوضي لحل الصراع.

 

مخطط للتهجير

كما انتقد المقرر الأممي الخاصة المعنية بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ووصفها بأنها "سادية".

وقال في منشور على منصة "إكس" اليوم الأربعاء: "عاجز عن الكلام عن إيصال المساعدات السادي إلى غزة، إذا كان هذا صحيحا، فهي جريمة أمريكية إسرائيلية تتمثل في استخدام المساعدات الإنسانية في الإذلال والقتل والتعذيب".

كذلك قال متحدث باسم الأمم المتحدة ينس لايركه، في إفادة صحفية في جنيف، أن عمل مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة ما هو إلا تشتيت للانتباه عما هو مطلوب مثل فتح المعابر.

وقال: "لا نشارك في هذا النهج للأسباب التي ذكرناها. إنه تشتيت للانتباه عما هو مطلوب بالفعل"، داعيا إلى إعادة فتح جميع المعابر إلى غزة والمزيد من الموافقات الإسرائيلية على إدخال إمدادات طارئة.

ودعا أيضا إلى إنهاء القيود الإسرائيلية على أنواع المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع، مشيرا إلى أن ما يتم السماح بدخوله لا يلبي دائما الاحتياجات.

وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن لدى الوكالة شحنات طبية كبيرة لكنها مُنعت من دخول غزة.

وأضافت "لدينا أكثر من 3000 شاحنة، ليست محملة بالأغذية فحسب، بل أيضا بالأدوية، تنتظر الضوء الأخضر للدخول. (الشاحنات) تحمل أدوية تنتهي صلاحيتها قريبا".

وأكد مدير وكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، أن "نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة هدر للموارد، وإلهاء عن الفظائع"، موضحا أن حصر توزيع المساعدات في 3 نقاط أو 4 يجبر سكان غزة على النزوح، في حين كانت الوكالة توزع من خلال 400 نقطة، ومعظم المناطق تخضع لأوامر الإخلاء العسكري، ما يجعل سكان غزة محصورين في منطقة صغيرة.

وعلّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على مشاهد أمس، في مركز توزيع المساعدات، بأن "الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية".

وأكد أن " اندفاع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل"، مدينا استخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي.

الاكثر قراءة