الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

سبق أن حذرناهم.. خبراء: أوروبا استفاقت متأخرًا لتهديد الجماعة الإرهابية

  • 31-5-2025 | 18:16

أرشيفية

طباعة

بعد سنوات من حصار جماعة الإخوان الإرهابية في العالم العربي، بدأ ذات التوجه يحدث في القارة الأوروبية، حيث يتجلى ذلك من خلال الإجراءات التي تعتزم دول القارة اتخاذها لمجابهة ما يشكله هذا التنظيم من تهديد على أمنها القومي.

وفي هذا الإطار، تستعد فرنسا بوصفها أحد أثقل الدول الأوروبية لاتخاذ إجراءات ترمي إلى تعطيل أنشطة الجماعة الإرهابية في ربوع البلاد، بعد أن تبيَّنت أن أنشطتها تمثل تهديدًا مباشرًا لتماسك المجتمع الفرنسي.

وأكد ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الفترة الماضية شهدت حالات التباس في أوروبا بخصوص جماعة الإخوان، وذلك نظرًا لأنها تقدم نفسها على أنها جماعة "معتدلة"، ذات رؤية سياسية.

وأوضح "ثروت" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن هذه الصورة ظلت في أذهان المجتمع الأوروبي، والمجتمع الأمريكي لسنوات طويلة، لكن مع توالي الكثير من العمليات الإرهابية، تأكد أن هناك تمويلًا من جمعيات إخوانية لبعض الكيانات المتطرفة، التي تتبنى التفجيرات والاغتيالات.

وأضاف أنه نتيجة لذلك بدأ الخوف يتسرب في المجتمع الأوروبي، وبالأخص في فرنسا، لا سيما في السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان مؤثرة في صفوف الجاليات المسلمة في فرنسا، لا سيما تلك التي من دول شمال إفريقيا، وما يخالط ذلك من شعور لدى المسلمين عمومًا بأن العلمانية الفرنسية ضد الإسلام كدين، يجعل من قيام فرنسا بحظر الإخوان أمرًا صعبًا للغاية، باعتبار أنها تحتمي تحت لواء الإسلام، لافتًا إلى أن ذلك يجبر باريس على التعامل مع جماعة الإخوان بشكل دقيق للغاية.

وأكد أن الأيام القادمة ستكشف عن قيام الإخوان بتمويل عمليات إرهابية في فرنسا جرى إحباطها، موضحًا أن ذلك دفعها لاتخاذ قرار التجميد ضدها، وذلك يمهد أيضًا لصدور قرار قريب يمهد لحظر الجماعة، ويضعها في قوائم الإرهاب، وهذا الأمر سيكون سابقة.

وأوضح أن التطرف الذي شهده العالم العربي في السنوات الأخيرة، وما أثبته من أن جميع الجماعات الإرهابية، إنما انبثقت من رحم الإخوان، كان له أصداؤه في أوروبا.

أوروبا تأخرت

من جانبه، أكد عمرو فاروق، الباحث والمتخصص في شؤون الإسلام السياسي، أنه رغم أهمية الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية مؤخرًا ضد جماعة الإخوان، فإنها تمثل استفاقة متأخرة، خاصة أننا أمام إرث تاريخي منذ خمسينات القرن الماضي، من خلال تغلغل جماعة الإخوان في المؤسسات الأوروبية بشكل عام، ومنها تشكل التنظيم الدولي للإخوان والذي تم الإعلان عن لائحته الأولى عام 1982، على يد مصطفى مشهور.

وأوضح "فاروق"، أن جماعة الإخوان في إطار اختراقها للمجتمعات الغربية استخدمت نفس الآليات والوسائل التي اعتمدتها في اختراق المنطقة العربية، إلا أنها في العمق الأوروبي رفعت شعار "الإسلام الليبرالي" زيادة عن ذلك.

وسلط الضوء على أن عددًا من التقارير الأوروبية حذرت من خطورة تمدد جماعة الإخوان وتغلغلها في مفاصل الدول، أو ما أُطلق عليه "اختراق واسع النطاق"، ومن ثم التأثير على العملية الانتخابية والشؤون الداخلية، والاتجاه لتعديل القواعد والقوانين المحلية أو الوطنية، وتفكيك ما يعرف بـ"الانفصالية الإسلاموية"، أو "المتجمعات الموازية".

كذلك أشار إلى أن هناك عددًا من الدراسات والأبحاث التي تناولت عملية اختراق الإخوان للدولة الأوروبية بشكل ممنهج.

وفي هذا الإطار، لفت "فاروق" إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية كنموذج في مواجهة مخاطر المد الأصولي الإخواني، حيث تمثلت في إقرار قانون "مكافحة الإرهاب واندماج المجتمع الفرنسي"، وقانون "مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية" للحفاظ على هوية الدولة، ومطالبة مختلف المنظمات الإسلامية بالتوقيع على "ميثاق القيم الجمهورية" والتزامها بالمبادئ العلمانية للدولة الفرنسية.

وبيَّن أن هذه الضغوط دفعت قيادات التنظيم الدولي إلى نقل عدد من أصوله المالية إلى إسبانيا عن طريق "هيئة الإغاثة الإسلامية"، من قبيل التهرب من قرارات التحفظ أو المصادرة المالية عقب تتبع نشاطه المالي والفكري، وذلك وفقًا لوحدة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الإسبانية.

حذرناهم من قبل

فيما أكد اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، أن الدول العربية، ومصر، لطالما لفتت أنظار الدول الأوروبية إلى ما تشكله جماعة الإخوان الإرهابية من تهديد عليها، غير أن هذه الدول صمّت آذانها عن هذه التحذيرات.

وأوضح "المقرحي"، أن جماعة الإخوان تنتشر في الوقت الراهن في أكثر من دولة أوروبية، موضحًا أن بداية دخولها إلى أوروبا كان من ألمانيا، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ومنذ ذلك الحين بدأ تغلغل الإخوان في النسيج الأوروبي.

وقال إن "الدول الأوروبية كانت فيما مضى تستخدم الجماعة الإرهابية كذراع ضدنا"، مشيرًا إلى أن بريطانيا ساهمت بشكل كبير في إنشاء هذه الجماعة.

وأشار المقرحي، إلى أن الجماعة الإرهابية لا تزال تتخلل بشكل قوي في المجتمع البريطاني، لافتًا إلى أنه في وقت من الزمن كانت العاصمة البريطانية تُسمى "لندن ستان"، في إشارة إلى أنها معقل للجماعات المتطرفة على شاكلة أفغانستان.

الاكثر قراءة