في ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمود ياسين، الذي ولد في 2 يونيو عام 1941، يسترجع محبوه محطات فنية وإنسانية خالدة، من بينها قصته الاستثنائية مع زوجته الفنانة شهيرة، وهي واحدة من أبرز قصص الحب التي عرفها الوسط الفني، بدأت أمام الكاميرا، وتحوّلت إلى زواج دام قرابة خمسين عاما، حتى رحيله في 14 أكتوبر 2020.
تعود بداية القصة إلى مطلع السبعينيات، حين كانت شهيرة لا تزال طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان المخرج كرم مطاوع قد دعا طلاب السنوات الأولى لمشاهدة عرض مسرحي لمحمود ياسين على خشبة المسرح القومي، لكنها لم تتمكن من الحضو، إلا أن القدر جمع بينهما بعد فترة قصيرة، عندما رُشّحت لتشارك في فيلم "صور ممنوعة" عام 1972 كوجه جديد، أمام النجم الكبير.
في البداية، لم يكن محمود ياسين راضيا عن وجود وجه جديد أمامه، وكان يفضل ممثلة معروفة، كما كشفت شهيرة لاحقا في أحد لقاءاتها الإعلامية، وتروي: "دخلت اللوكيشن وسلمت عليه بشيء من التمنع، وهو ما استفزه، لأنه وقتها كان نجما لامعا وله قاعدة جماهيرية كبيرة".
استمر تصوير الفيلم لخمسة أشهر، بدأت خلالها مشاعر الحب تتكون بين الطرفين،وبحسب شهيرة، فقد كان النجم الراحل أحمد زكي، الذي ينتمي أيضًا إلى مدينة الزقازيق مثلها، شاهدا على تلك العلاقة، وسأل محمود ياسين عن نواياه تجاهها قبل أن يشجّعه على التقدم لخطبتها، وهو ما تم بالفعل قبل نهاية تصوير الفيلم،وسرعان ما توّجت قصة الحب بزواج استمر لنحو خمسة عقود، أثمر عن ابنتهما رانيا، وابنهما عمرو محمود ياسين، الذي احترف الكتابة والتأليف الدرامي.
تحدث محمود ياسين عن زوجته،في أحد لقاءاته التلفزيونية مع الإعلامي عمرو الليثي، قائلا: "شهيرة كانت حبيبتي الوحيدة الناضجة، وقفت جنبي طول حياتي، وكنت حريصًا على أن أكون لها زوجا مخلصا، بعيدا عن أي شيء قد يؤلمها هي زوجتي، حبيبتي، وأم أولادي".
أما شهيرة، فلم تخف مشاعرها الجارفة بعد رحيل زوجها، وعبّرت في لقاء إعلامي آخر عن مدى ارتباطها به: "كان كل حياتي، صديقي وحبيبي وأماني، كنت دايما حريصة على رعايته، حتى وقت مرضه، رفضت تدخل أي شخص، لأنه كان بالنسبالي أغلى من أي حد".
وأضافت: "أول لقاء جمعنا كان قدام الكاميرا، وأنا بنت صغيرة، ومن ساعتها عشت معاه ليوم وفاته... وحشتني".