حظى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي يعتبر واحدًا من أهم الزعماء في العالم بكاريزما لم تتكرر كثيرًا، لذلك كانت شعبيته "عالمية".
وفي كل زيارة للراحل ناصر إلى دولة ما، كانت الشعوب تخرج لملاقاته في احتفالات أصبحت تاريخية وشكلت محطات لا تنسى.
ونرصد أهم الاستقبالات الشعبية لناصر خلال فترة حكمه بشكل رسمي حتى وفاته في 28 سبتمبر عام 1970، والتي صاحبتها جنازة شعبية عالمية.
طوفان "حلب" في مارس 1958
كان عبد الناصر رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة في أعقاب الوحدة بين مصر وسوريا، وعند زيارته لحلب يوم 24 مارس 1958 عقب إعلان الوحدة، اصطف الجميع في الشوارع والميادين لرؤية عبد الناصر والترحيب به.
"الجزائر" حكومة وشعباً.. تستقبل ناصر
كان "عبد الناصر" يدعم ثوار وشعب الجزائر سياسيًا وعسكريًا وثقافيًا، كما أنشا إذاعة "صوت العرب" لتحفيز الثوار، وإرسال شيفرات لإدارة المعارك أمام الاحتلال الفرنسي.
لذلك خرج مئات الآلاف، حكومة وشعباً لاستقبال عبد الناصر في أول زيارة عقب الاستقلال في عام 1962.
خروج "عدن" كاملة في 1964
تدخّل "عبد الناصر" في شؤون اليمن لمساندة الثوار هناك ضد الأسرة الحاكمة، وبالطبع كان له جمهور عريض يضع صوره في المنازل، ويقيم له التماثيل في الميادين.
وعندما توجه لعدن في 25 أبريل عام 1969 كانت زيارته تاريخية خرج لها الحشود، رغم احتدام الحرب الداخلية التي شارك فيها الجيش المصري.
استقبال عبد الناصر في "الخرطوم" قبيل مؤتمر القمة الثلاثي
عندما جاء "عبد الناصر" إلى السلطة، عمل على انفصال دولة مصر والسودان، التي كانت ضمن التاج المصري، ليصل الحال عند توقيع اتفاقية الجلاء مع البريطانيين في يونيو 1954، إلى إعطائه السودانيين حق تقرير المصير، فانفصلت السودان عن مصر.
وكان لهذا الإجراء دور في خلق شعبية كبيرة له في السودان، فالمطالبون بالانفصال احترموا توجهه، والرافضون وجدوا فيه قائداً يعمل على عدم استنزاف خيرات الشعوب، لذلك كان الاستقبال له في الخرطوم، خلال آخر زيارة قبل وفاته بـ8 أشهر تاريخياً، عندما توجه لحضور مؤتمر القمة الثلاثي في 16 فبراير 1979.
احتفاله مع التونسيين بالجلاء
خرج التونسيون رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً لاستقباله بالورود والصور واللافتات، في أكبر استقبال لضيف في تونس، على مدار تاريخها، وذلك عندما توجه للمشاركة في الاحتفال بجلاء الفرنسيين من بنزرت في عام 1963.
في موسكو كان الحليف الأهم
كان الاتحاد السوفيتي هو الحليف الأهم لـ"عبد الناصر"، وكان يرى فيه الشعب الروسي قائداً قوياً لمواجهة الليبرالية الأمريكية والإمبريالية الأوروبية، التي كانت تقودها إنجلترا وفرنسا، فكانت زياراته لموسكو لها طابع خاص.
لكن الاستقبال في 4 يوليو عام 1968 كان له وضع آخر، كونها الزيارة الأولى التي جاءت بعد النكسة، فخرج الروس لاستقباله بحفاوة في شوارع العاصمة.
علاقة خاصة مع "تيتو"
نسج "عبد الناصر" علاقات قوية مع دول شرق أوروبا، وكانت يوغوسلافيا من ضمن الحلفاء المهمين، لا سيما في التسليح، بالإضافة إلى التعاون في التبادل العلمي والتعليمي والثقافي والغذائي.
وكانت هناك علاقة صداقة متينة جمعت عبد الناصر بالرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو، الأمر الذي ظهر بوضوح عندما توجه عبد الناصر إلى هناك في عام 1959 في ظل توسع شعبيته عالمياً، إذ تمكن من الانتصار سياسياً على كل من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل وقت العدوان الثلاثي.