الخميس 5 يونيو 2025

ثقافة

مهرجان إيزيس الدولي ينعى سميحة أيوب: رحلت لكن صوتها لا يزال يتردد في أروقة المسارح

  • 3-6-2025 | 13:00

سيدة المسرح العربي سميحة أيوب

طباعة
  • همت مصطفى

ببالغ الحزن والأسى، تنعى إدارة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التي رحلت عن عالمنا اليوم بعد مسيرة فنية وثقافية استثنائية حفلت بالعطاء والإبداع حتى الرمق الأخير.

 قامة فنية عظيمة

ودع الوسط الفني والثقافي العربي اليوم قامة فنية عظيمة وواحدة من فنانات زمن الفن الجميل، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التي امتدت مسيرتها لأكثر من سبعة عقود، أسرت فيها الجمهور بصوتها المميز وحضورها الطاغي وقدرتها الفذة على التعبير عن أعمق مشاعر الإنسان، وقدمت خلالها روائع فنية خالدة أسهمت بشكل جوهري في ترسيخ مكانة المسرح المصري والعربي.


وشكلت مشاركتها وأعمالها  المسرحية علامات مضيئة في تاريخ الفن، خلدت اسمها بين العمالقة، نذكر منها «سكة السلامة، والفتى مهران، ودماء على ستار الكعبة، والدرس انتهى لموا الكراريس، والناصر صلاح الدين، والسبنسة، والعباسة.. أخت الرشيد» وغيرها.

بصمة قوية  في السينما والدراما التليفزيونية
وكما تألقت على خشبة المسرح، تركت بصمتها في السينما والدراما التليفزيونية بأعمال متفردة  مثل «السراب، فجر الإسلام، قنديل أم هاشم، أرض النفاق، خالتي صفية والدير، المصراوية، أوان الورد، العائلة، الضوء الشارد»، وغيرها.

مبدعة التراجيدية و الكوميديا 

وكما ابدعت فى الأعمال التراجيدية أبدعت فى الكوميديا بروحها المرحة فى أعمال مثل «تيتة رهيبة» ومسلسل «مغامرات زكية» وغيرها، ولم تكتفي بالإخراج بل قامت بإخراج عدد محدود من المسرحيات منها «الباسبور» و«ليلة الحنة» عن نصوص فتحية العسال و«مقالب عطيات» عن نص لموليير، وتعتبر سميحة أيوب السيدة الوحيدة التى قامت بإخراج عرض مسرحي على خشبة المسرح القومي.

لم يقتصر دورها على التمثيل فقط، بل تولت عددا من المناصب الإدارية المهمة وأثرت من خلالها في المشهد الثقافي المصري، حيث شغلت منصب مدير المسرح الحديث عام 1973، وكذلك مدير المسرح القومي في فترتين من 1975م إلى 1982م ومن 1984م إلى 1988م، وكانت أول سيدة في الوطن العربي تتولى هذا المنصب.


 أسهمت في دعم أجيال جديدة من الفنانين وإنتاج عروض مسرحية بارزة واكبت الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد خلال هذه الفترة ونجحت في تقديم عروض بالشراكة مع فرق وفنانين عالمين مما عزز مكانة المسرح المصري على الساحة الدولية، فكان من بين الأعمال التي قدمتها «فيدرا» تأليف جان راسين، عرضت في باريس لمدة 15 يومًا، وحظيت بإشادة النقاد الفرنسيين، و«أنطونيو وكليوباترا» تأليف وليم شكسبير، وإخراج فيرنر بوس، و«دائرة الطباشير القوقازية» تأليف برتولت بريشت، وإخراج مخرج ألماني، بالإضافة إلى «عودة الغائب» تأليف فوزي فهمي، إخراج شاكر عبد اللطيف، و«دماء على ملابس السهرة» تأليف أنطونيو باييخو، وإخراج نبيل منيب، و«الأستاذ» تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج جميل راتب، وغيرها.


وحصلت على وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، وكرّمتها العديد من المهرجانات والمؤسسات الثقافية في مصر وخارجها.


برحيل سميحة أيوب، تفقد مصر والعالم العربي واحدة من رموز الفن الحقيقي، الفنانة التي جسدت الكلمة، وأعادت للمسرح مجده، وكانت صوتًا حرًا في زمن التحديات، لم تكن مجرد فنانة، بل معلمة أجيال، وصوتًا للمهمّشين، ووجهًا حقيقيا من وجوه الثقافة المصرية والعربية، وظل عطاؤها مستمرًا حتى الرمق الأخير.


رحلت سيدة المسرح العربي، لكن صوتها لازال يتردد في أروقة المسارح، وصورتها ستظل حية في ذاكرة كل من أحب الفن النبيل.


تتوجه إدارة مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة بواجب العزاء لأسرة سيدة الفنانة الكبيرة وكل محبيها وعشاقها في مصر وأنحاء الوطن العربية. وداعًا سميحة أيوب… ستظلين في القلب، وفي صفحات الفن الخالد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة