يعقد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعًا في بروكسل يوم الخميس المقبل، في آخر لقاء وزاري قبل القمة السنوية الكبرى للحلف المقرر عقدها يومي 24 و25 يونيو في مدينة لاهاي، والتي ستجمع قادة ورؤساء دول الحلف الـ32، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المقرر أن يعلن الأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روته، في مؤتمر صحفي غدًا الأربعاء، عن أبرز أهداف اجتماع وزراء الدفاع، والذي يُتوقع أن يتمحور حول مسألة واحدة رئيسية، وهي الإنفاق الدفاعي.
ومع بلوغ معظم دول الحلف نسبة 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي، يسعى الناتو لاعتماد هدف جديد يتمثل في بلوغ نسبة 3.5 بالمائة ضمن ما يُعرف بالإنفاق "الصعب"، أي الإنفاق المخصص للقدرات العسكرية المباشرة مثل الدبابات، الصواريخ، والذخائر.
وبحسب مصادر داخل الحلف، فإن إسبانيا تبدي تحفظًا على نسبة الـ3.5 بالمائة، لكنها مرشحة لتخفيف موقفها خلال الاجتماع المرتقب. وتعد إسبانيا من بين الدول القليلة التي لم تبلغ بعد الحد الأدنى المتفق عليه سابقًا (2 في المائة)، إذ لم تتجاوز نسبة 1.28 في المائة العام الماضي، في ظل تعثر الخطط الحكومية لرفع ميزانية الدفاع بسبب خلافات سياسية داخلية.
ومن المتوقع أيضًا أن يتم الاتفاق على هدف إنفاق إضافي بنسبة 1.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على ما يُعرف بـ"الإنفاق الناعم"، والذي يشمل الجوانب غير القتالية مثل الاستعداد المدني والدفاع السيبراني، ليرتفع بذلك إجمالي الإنفاق الدفاعي إلى 5 في المائة من الناتج المحلي.
ومن المقرر أيضًا عقد اجتماع لمجلس الناتو-أوكرانيا على هامش اجتماع وزراء الدفاع في 5 يونيو، وهو ما يستبعد حدوثه خلال قمة لاهاي، في ظل عدم تأكيد مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الآن.
وسيعقد غدًا الأربعاء اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا (المعروفة أيضًا باسم مجموعة رامشتاين)، والتي تضم 57 دولة، لتنسيق المساعدات العسكرية المقدمة لكييف. ومع تراجع دور الولايات المتحدة في قيادة هذه الجهود، تتولى ألمانيا والمملكة المتحدة رئاسة المجموعة، ومن المتوقع الإعلان عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية.
وكان حلفاء الناتو قد قدموا مساعدات لأوكرانيا بلغت 50 مليار يورو في عام 2024، ويهدفون إلى توفير 40 مليار يورو إضافية خلال العام الحالي. وعلى الرغم من تسجيل تعهدات تجاوزت 20 مليار يورو حتى الآن، إلا أن هناك مخاوف من عدم بلوغ الهدف الكامل، مع اتجاه العديد من الدول إلى إعطاء الأولوية لدفاعاتها الوطنية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة ألمحت إلى احتمال تقليص دعمها العسكري لأوكرانيا، في ضوء مساعيها نحو تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء النزاع، وهو ما قد يُلقي بظلاله على موقف الحلف خلال القمة المرتقبة.