تُعد قصيدة «رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ» للشاعر أبو علي البصير، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «أبو علي البصير» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ».
تعتبر قصيدة «رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 20 بيتًا، تميز شعر أبو علي البصير بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
وإليكم القصيدة:
رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ
كثيرَ الرواية جمّ الكُتُبْ
عليماً بأخبار هذا الزمان
وأحوال عُجْمهم والعَرَبْ
تُمَيِّز مختلفات الخِلال
ما عِيبَ منها وما لم يُعَبْ
فتأتي الذي أنت أولى به
وتجتنبُ الخُلقَ المُجْتَنَبْ
فهل جاز عندكَ أو هل يجوزُ
أن يَرْجِعَ الحُرُّ فيما وَهَبْ
ولا سيّما في الذي يبتديه
قبلَ السُّؤالِ وقبلَ الطَّلَبْ
وَهَبْتَ لنا خِطَّةً من يكُنْ
بها نازلاً فهو كالمغتربْ
بناحيةٍ بعدتْ أن تُزار
إلاّ بحمل الأذى والتَعَبْ
وإلاّ على رِقْبةٍ في المسير
وخوفٍ على النفس دون السّلَبْ
تنال بها الزادَ إن نِلْتَهُ
بعيدَ المدى عَسِرَ المجتلبْ
وتستعذبُ الماء عن ليلتين
إذا ما السّحاب بها لم يَصُبْ
فقُمْنا بشكرك في العالمين
وسارَ القريضُ به والخُطبْ
وشُبْنا لنبلُغَ جُهْدَ الثناءِ
صدق الحديث ببعض الكذب
كأنك بوّأتنا منزلاً
عتيداً به لامرئٍ ما أحَبْ
مُحيطاً بما تشتهيه النفوس
يرى رغبةً دُونه من رَغب
فَبَيْنا نقدِّر فيه البناء
ونسأل كيف يُباع الخَشَبْ
لنشرعَ في الأمر ما راعنا
سوى بدوةِ لك لم تُحتَسب
أفي الدين عندك هذا الفعال
أم في المروة أم في الأدب
وماذا نقول لإخواننا
إذا قال قائلهم ما السبب
فإنك تعْلَمُ ما في الجواب
ولا يقنعونَ إذا لم نُجِبْ