الكثير من الأماكن حول العالم يمكن وصفها بأنها مثيرة للاهتمام، ولكن تلك لجزيرة الواقعة وسط مياه نهر بيداسوا بين فرنسا وإسبانيا، تتمتع بقصة مختلفة تجعلها موضع دهشة الجميع.
الجزيرة الصغيرة التي تُدعى "جزيرة فيزان"، تغيّر جنسيتها كل ستة أشهر، حيث تتناوب عليها الدولتان في مشهد لا يشبه أي تقاسم حدودي آخر في العالم.
بحسب صحيفة ذا بوست، فإن الجزيرة التي لا تتجاوز مساحتها 200 متر طولًا، لا يسكنها أحد، لكنها تحمل على أرضها واحدة من أقدم الاتفاقيات السياسية في أوروبا، تعود جذورها إلى القرن السابع عشر.
وتعود هذه الترتيبات إلى "معاهدة جبال البرانس" الموقعة عام 1659، والتي أنهت حربًا طويلة بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، تنتقل السيادة على الجزيرة من إسبانيا إلى فرنسا والعكس، في احتفال رسمي يُقام مرتين في العام، يتبادل خلاله الطرفان رفع الأعلام وسط مراسم عسكرية رمزية.
اللافت أن هذه الجزيرة ليست فقط رمزًا للسلام، بل أيضًا لمّ شمل الحب الملكي، إذ شهدت اللقاء الأول بين الملك الفرنسي لويس الرابع عشر وماري تيريزا ابنة ملك إسبانيا، قبل زواجهما التاريخي الذي وحّد بين سلالتين ملكيتين.
يُذكر أن الجزيرة مغلقة أمام العامة طوال السنة، باستثناء أيام التسليم الرسمية. وتضم في قلبها نُصبًا تذكاريًا صغيرًا يخلّد الاتفاقية النادرة، التي تحوّلت من تسوية سياسية إلى رمز دائم للتعاون والاحترام المتبادل بين الجارتين الأوروبيتين.