الجمعة 27 يونيو 2025

تحقيقات

كيفية التصرف في لحم الأضحية؟.. الفقهاء يوضحون

  • 6-6-2025 | 09:55

لحم

طباعة
  • محمود غانم

بعد أداء المسلمين صلاة عيد الأضحى، يشرعون في ذبح الأضاحي اقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الشعيرة.

كيفية التصرف في لحم الأضحية؟

ويجوز عند الأئمة الأربعة أن يأكل صاحب الأضحية من لحمها، ويطعم الأغنياء والفقراء، ويدخر منها، وفقًا لـ"دار الإفتاء" المصرية.

وفي تفاصيل، أوضحت أن الأفضل عند الحنفية أن يُقسم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث يُضاف به الأقارب والأصدقاء، وثلث يُتصدق به، وثلث يُدخر، ويُندب لمن له عيال يحتاجون إلى التوسعة ألّا يتصدق منها على غيرهم؛ لأن إنفاقه عليهم صدقة.

أما عند الحنابلة فالأفضل أن تُقسم الأضحية أثلاثًا كما سبق، بينما يرى الشافعية أن الأفضل التصدق بها كلها، ويلي ذلك في الفضل أن يأكل ثلثها، ويتصدق بثلثها، ويهدي ثلثها.

بينما المالكية، رأوا أن الأفضل الجمع بين الأكل منها، والتصدق، والإهداء، دون تحديد بنسبة، في حين أوجب الشافعية وابن حزم التصدق ببعض الأضحية ولو قليلًا.

وفي فتوى منفصلة، أكدت الإفتاء، أن الكمال أن يأكل المضحي الثلث، ويتصدق بالثلث، ويهدي الثلث؛ لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «فكلوا وأطعموا وادخروا».

كذلك صح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في صفة أضحية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قوله: «ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث».

ما هو وقت ذبح الأضحية؟

توضح الإفتاء، أنه يدخل "وقت ذبح الأضحية" بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم عيد الأضحى)، وبعد دخول وقت صلاة الضحى، ومُضي زمان من الوقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين، لا فرق في ذلك بين أهل الحضر والبوادي، وهذا قول الشافعية والحنابلة، وبه قال ابن المنذر وداود الظاهري والطبري، وهو المفتى به.

وينتهي "وقت الذبح" بغروب شمس اليوم الثالث من "أيام التشريق"، أي أن أيام النحر أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وهو قول الشافعية، حيث احتجوا على ذلك بقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «كُل أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبَحٌ».

وحول "أفضل وقت لذبح الأضحية"، قالت إنه هو اليوم الأول وهو يوم الأضحى بعد فراغ الناس من الصلاة، فاليوم الأول أفضل مما يليه؛ لأنها مسارعة إلى الخير، وقد قال الله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]، والمقصود المسارعة إلى سبب المغفرة والجنة، وهو العمل الصالح.

ما هو ثواب الأضحية؟

وقد أكدت دار الإفتاء، بأن الأضحية شعيرةٌ من شعائر الإسلام، مستشهدةً بقول الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].

وأضافت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الترمذي وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

كذلك قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حديث آخر عن الأضحية: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ». قالوا: ما لنا منها؟ قال: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ». قالوا: يا رسول الله فالصوف؟ قال: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ» رواه أحمد وابن ماجه.

الاكثر قراءة