يعد تمثال الملك خفرع من أندر وأبدع الكنوز الفنية المحفوظة في المتاحف العالمية لما يتمتع به من تفرد وجمال ودقة في النحت، حيث صنع التمثال من الديوريت الأخضر باستخدام مادة شديدة الصلابة لم يتمكن أحد على مر العصور من تنفيذ منحوتات مماثلة لها بنفس البراعة والإتقان. تشتهر مصر بآثارها العريقة التي تمتد عبر آلاف السنين، حيث تضم قطعًا أثرية ذات تراث فريد، مثل الخناجر، التماثيل، والأعمدة، وتستمر عمليات البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة في مختلف أنحاء البلاد.
عرف المصريون القدماء بإبداعهم وبراعتهم في صناعة التماثيل ونحتها، وقد أظهروا دقة متناهية في إبراز المغزى من هذه التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، كما تميزوا أيضًا في صناعة الحلي والإكسسوارات بكل براعة.
كان المصريون القدماء متفوقين على عصرهم، حيث توصلوا لاختراعات وأشياء تفوق ما كان موجودًا في تلك الفترة، ولم يقتصر الإبداع على عهد الفراعنة فحسب، بل امتد عبر العصور، لتضم مصر بين جنباتها قطعا أثرية نادرة صنعت في فترات لاحقة، تحمل بين تفاصيلها قصصًا تاريخية مدهشة، من بين هذه الكنوز، تمثال الملك منتوحتب نب حبت رع.
عثر هوارد كارتر على الملك منتوحتب نب حبت رع لمصنوع من الحجر الرملي الملون عام 1900، اكتشفه بالصدفة عندما تعثر حصانه فى الفناء الخارجى للمعبد الجنائزى للملك بالدير البحرى بغرب الأقصر، فوجد بئر به حجرة صغيرة كان بداخلها التمثال ملفوفًا بالكتان، ثم نقل فيما بعد بالمتحف المصري، يعد الملك منتوحتب نب حبت رع هو مؤسس الدولة الوسطى، من الأسرة الحادية عشر حوالي 2004، 2055 ق.م، ووحد مصر للمرة الثانية بعد الملك نعرمر.
نحت تمثال منتوحتب نب حبت رع بدقة وبراعة شديدة، فكان الملك يرتدى التاج الأحمر، ورداء خاص بعيد اليوبيل "الحب سد" فكان يحتفل به بمناسبة مرور ثلاثين عاما على حكم الملك، كما كان جسم التمثال ملون باللون الأسود وذراعيه موضوعة بطريق كمتقاطعان على صدره لربطه بالإله اوزوريس رب الموت والخصوبة والبعث.
كان اوزوريس حاكم مصر وعمل بالزراعة، فلقب بإله الأرض والسماء، تزوج من شقيقته إيزيس الملقبة بإلهة الأمومة، والسحر، والخصوبة، والشفاء، والبعث.
تولى منتوحتب الثاني حكم مصر في مدينة طيبة بمصر العليا خلال فترة عصر الانتقال الأول، وكانت الأسرة العاشرة تحكم مصر السفلى حتى قرر منتوحتب الثاني احتلال مصر السفلى بسبب ما فعلوه من تدنيس الجبانة المقدسة بأبيدوس، حتى استطاع توحيد مصر استكملًا لحملات أبية، وقام بعدها بتغيير لقبه إلى "سما ناوي" موحد الأرضين.