كشفت دار الإفتاء المصرية تفاصيل أعمال يوم النحر، الذي يُعد من أهم أيام الحج، ويوافق العاشر من شهر ذي الحِجّة، حيث تضم أعمال هذا اليوم: رمي جَمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة، وأكّدت الإفتاء أن الترتيب بين هذه الأعمال غير واجب، وإن كان من المُستحب أداؤها وفق ترتيبها المعروف.
وفيما يلي بيان أعمال يوم النحر وفقًا للإفتاء:
ويبدأ الحاج مناسكه في هذا اليوم برمي جَمرة العقبة: الجمرات ثلاث، وفي يوم النحر تُرمى واحدة فقط، وهي أقرب الجمرات إلى مكة، وتُسمّى جَمرة العقبة الكُبرى، فتُرمى فيها سبع حصياتٍ متعاقباتٍ؛ أي: لا تُرمى دفعةً واحدة، ويُسن التكبير مع كل حصاة، وتُجمع الحصيات من أي مكان، وتكون الواحدة بقدر الحِمّصة.
ويلي ذلك ذبحُ الهدي: يذبح الحاج هديه، وهو واجب على القارِن والمتمتع، والآن يدفع الناس ثمنَ الهدي لبعض الجهات الخيرية، والتي تقوم بالذبح وتوزيعه على الفقراء، بما عُرف عند الناس بـ (صكوكٍ).
وبعد ذلك، حلقُ شعر الرأس أو تقصيرُه: حلقُ الشعر يكون بالموس، والتقصير يكون بالمقص وغيره، والمقصود أخذُ بعضِ شعرِ الرأس، والحلقُ أفضل من التقصير؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا للمحلقين ثلاثَ مرّات، وللمقصرين مرةً، والمرأةُ تقصّ من شعرها قدرَ أُنملةِ الإصبع.
ثم يلي ذلك طوافُ الإفاضة: ويُسمّى أيضًا طوافَ الزيارة، أو طوافَ الركن، ويُشترط له الطهارة؛ لأنه بمنزلة الصلاة، إلا أنه أباح الكلام فيه، كما ورد في الأثر، ويكون بالطواف حول الكعبة سبعةَ أشواطٍ، يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي عنده، ويجعل الكعبة عن يساره، أي: كما يُقال يكون الطواف ضد عقارب الساعة، ولا نهايةَ لوقت الطواف عند بعض الفقهاء كالشافعية والحنابلة، لكن لا بد من الإتيان به، ولا يكفي الفداءُ عن أدائه إجماعًا؛ لأنه ركنٌ، والركن لا يُتجاوَز عنه، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعةَ أشواطٍ، يبدأ فيها من الصفا وينتهي عند المروة، ولا يُشترط للسعي الطهارة، وإن كان يُستحب ذلك.
ورميُ الجمرة، والحلقُ أو التقصير، والطوافُ، هذه الثلاثةُ إذا فعل المحرمُ منها اثنين كان مُتحلّلًا تَحلّلًا أصغر، فيحل له كلُّ شيءٍ من محظورات الإحرام إلا النساء، فإذا أتى بالثالث منها كان مُحلًّا التَّحلّلَ الأكبر، فيحل له النساء أيضًا.
استمرار مناسك الحج
بدأ الحجاج، صباح اليوم الجمعة، في رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، وذلك بعد أن وقفوا بعرفة، وباتوا ليلتهم في مزدلفة، اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويشرع الحجاج بعد رمي جمرة العقبة في نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم أو تقصيرها، ثم الطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، ضمن أعمال مناسك الحج.