أوصت الدكتورة رحاب أشرف محمد، الباحثة بقسم الكيمياء الحيوية الطبية بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، بضرورة الانتباه إلى العادات الغذائية المتبعة خلال عيد الأضحى المبارك، وذلك لما له من طبيعة خاصة تتضمن تناول كميات كبيرة من اللحوم والوجبات الدسمة، والتي قد تؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية على المدى القصير أو الطويل في حال عدم مراعاة بعض الأسس الغذائية السليمة.
وأكدت الدكتورة رحاب في تصريح لها اليوم الجمعة أن عيد الأضحى مناسبة يحتفل بها الجميع، ويميل الكثيرون خلالها إلى الإفراط في تناول الطعام، خاصة اللحوم بأنواعها المختلفة، وهو ما قد يسبب مشكلات مثل عسر الهضم، وزيادة الوزن، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وارتفاع مستويات السكر والدهون الثلاثية في الدم، فضلاً عن التأثير السلبي على مرضى السكري والكلى.
وأوضحت أن هناك مجموعة من الإرشادات والنصائح الغذائية لضمان عيد صحي وآمن للجميع ،منها تجنب تناول اللحوم المقلية، حيث إن قلي اللحوم يرفع من محتواها من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، ما يسهم في زيادة الوزن وما يصاحبه من مشكلات صحية.
وأوصت الباحثة بضرورة الاعتماد على اللحوم المسلوقة كخيار أكثر صحية، مع مراعاة طرق الطهي التي تقلل من الدهون وتحتفظ بالعناصر الغذائية المفيدة.
وشددت على ضرورة تجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام، حيث يُعد ذلك من العادات السيئة التي تعيق عملية الهضم وتؤدي إلى اضطرابات في المعدة وزيادة الوزن، وبدلاً من ذلك، نصحت بممارسة بعض التمارين الخفيفة أو المشي، خاصة لمن لا يستطيعون أداء التمارين الرياضية المكثفة، مؤكدة أن هذه العادة الصحية ينبغي اتباعها باستمرار وليس فقط خلال فترة العيد.
و حذرت الدكتورة رحاب من تناول الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز، لما لها من آثار ضارة على مرضى السكري ومرضى الكلى، مشيرة إلى أن تناولها بعد الوجبات الدسمة يزيد من تأثيراتها السلبية.
وتطرقت إلى أضرار شوي اللحوم على الفحم، موضحة أن احتراق الفحم يؤدي إلى إنتاج ثاني أكسيد الكربون وحرق البروتينات، مما يتسبب في تكوين الشوارد الحرة، وهي مركبات ضارة ترتبط بالإجهاد التأكسدي وأمراض مزمنة متعددة، ولهذا أوصت ببدائل أكثر أمانًا مثل سلق اللحوم أو طهيها مع الخضروات.
كما نصحت الباحثة بإضافة النشويات من مصادر خضروات طبيعية، والتقليل من تناول البقوليات المجففة، تجنبًا لحدوث ارتفاع مفاجئ في مستوى الإنسولين بعد الوجبات الدسمة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في الكوليسترول والدهون الثلاثية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن ضمن الإرشادات التي قدمتها الباحثة بقومي البحوث ، تناول الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء، حيث يُعرف بدوره في تعزيز معدل الأيض وزيادة معدل الحرق، ما يساهم في تنظيم الهضم وتحسين كفاءة الجسم في التعامل مع الدهون.
وشددت على أهمية تقليل استهلاك حلوى العيد التي غالبًا ما تكون جزءًا أساسياً من تقاليد العيد بعد وجبة الغداء، مشيرة إلى إمكانية تعويضها بالفاكهة الغنية بالألياف، والتي تساهم في الشعور بالشبع لفترات أطول وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
واختتمت توصياتها بضرورة تجنب استخدام سكر الدايت الذي يحتوي على الفركتوز بعد تناول وجبة الغذاء، لما له من آثار سلبية مشابهة على الصحة، خاصة عند تناوله بعد وجبات دسمة.
وأكدت أن الالتزام بهذه الإرشادات لا يهدف فقط إلى تجنب المشكلات الصحية خلال فترة العيد، وإنما يمثل نمطًا صحيًا يمكن اتباعه طوال العام، لتحقيق جودة حياة أفضل والوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والعادات الغذائية الخاطئة.