كان العيد في الماضي مناسبة تحمل تقليدًا خاصًا، حيث كانت الاحتفالات تبدأ بتحري الهلال، وتكتظ المساجد بالمصلين الذين يتبادلون التهاني عقب الصلاة، ثم تبدأ جولة زيارات طويلة بين الأهل والجيران وسط أجواء يغمرها الدفء والتواصل المباشر.
أما اليوم، فقد تغيّرت طرق الاحتفال بشكل كبير، حيث أصبحت التهاني تُرسل عبر الرسائل النصية ومنصات التواصل الاجتماعي، وتحولت العيديات إلى تحويلات إلكترونية، بينما باتت التجمعات العائلية أكثر اختصارًا، فكيف تغيّرت مظاهر العيد عبر الأجيال؟
العيد قديمًا: طقوس متوارثة
كانت العائلات تجتمع لتحضير الحلويات التقليدية مثل الكعك والمعمول، حيث كان الجميع يتعاون في إعدادها، مما يضفي جوًا من التآلف بين أفراد الأسرة.
كان الأطفال يجوبون الحارات بملابسهم الجديدة، متلهفين لاستلام العيدية من الكبار، والتي كانت تُمنح يدًا بيد وسط ضحكات وأهازيج.
كانت الاحتفالات تأخذ طابعًا تراثيًا، تعبيرًا عن فرحة العيد وتجسيدًا للهوية الثقافية.
العيد اليوم: بين الحداثة والتكنولوجيا
لم تعد التهاني تقتصر على الزيارات العائلية، بل أصبحت تُرسل عبر واتساب وفيسبوك وإنستجرام، مما جعل التواصل أكثر سرعة لكنه أقل حميمية.
تحولت العيديات إلى تحويلات بنكية أو عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني، مما غيّر مفهوم العيدية التقليدية.
أصبحت التجمعات العائلية أكثر اختصارًا، حيث تفضّل بعض الأسر الاجتماع في مطاعم أو استراحات بدلًا من التنقل بين المنازل.
زادت نسبة الذين يفضلون قضاء إجازة العيد في المنتجعات والفنادق، سواء داخل البلاد أو خارجها، مستفيدين من تطور قطاع السياحة.
العيد بين الماضي والحاضر: هل فقد بهجته؟
رغم هذه التغيرات، لا يزال العيد في جوهره مناسبة للفرح وصلة الرحم، ربما اختلفت طرق الاحتفال، لكن قيمته العاطفية والاجتماعية والدينية لا تزال كما هي، العيد لم يفقد بهجته، بل اكتسب أبعادًا جديدة تناسب العصر الحديث، حيث أصبح مزيجًا من الأصالة والتجديد، يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.