أثار اقتراح جديد تقدمت به "الرابطة الألمانية لصناعة السيارات" موجة انتقادات من منظمات بيئية وبعض شركات السيارات، حيث وصف بأنه محاولة لإضعاف قرار الاتحاد الأوروبي بحظر بيع السيارات الجديدة التي تصدر انبعاثات كربونية بحلول عام 2035.
جاء الاقتراح بعد عشرة أيام فقط من سماح المجلس الأوروبي بتخفيف الأهداف الخاصة بانبعاثات هذا العام، في استجابة لتحذيرات من أن الالتزام بها قد يكلّف القطاع غرامات بمليارات اليوروهات- وذلك وفق ما نقلته مجلة "بولتيكو" الأوروبية، اليوم /السبت/.
وقالت منظمة "النقل والبيئة"، إن هذا التطور يوضح خطورة التراخي في تطبيق القواعد. وصرّحت جوليا بوليسكانوفا من المنظمة: "أعطهم إصبعاً وسيأخذون اليد بأكملها".
ويشكل عام 2035 حجر أساس في "الصفقة الخضراء" للاتحاد الأوروبي التي تهدف لتحقيق الحياد المناخي بحلول منتصف القرن، لكن القرار يواجه ضغوطاً سياسية متزايدة.
وتقترح الرابطة الألمانية لصناعة السيارات الآن استبدال الحظر الكامل بخفض بنسبة 90% لانبعاثات السيارات الجديدة بحلول 2035، ما يسمح بأن تكون 10% من السيارات الجديدة مزوّدة بمحركات احتراق داخلي.
وهذا المقترح فاجأ بعض نواب البرلمان الألماني. وقالت إيزابيل كاديماوتوري، المتحدثة باسم سياسة النقل في الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "موقف الرابطة فاجأنا. سنلتزم بحدود الانبعاثات المتفق عليها في اتفاق الائتلاف، ونتوقع أن تفعل المفوضية الأوروبية الشيء نفسه".
من جهة أخرى.. تدفع أحزاب محافظة مثل المسيحيين الديمقراطيين، بالإضافة إلى نواب محافظين في البرلمان الأوروبي ودول ذات صناعات سيارات قوية مثل بولندا والتشيك، نحو إعادة النظر في قرار 2035.
وأظهر تحليل من منظمة "البيئة والنقل" أن الاستجابة لمطالب الرابطة قد تؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تصل إلى 31% مقارنة بالهدف الحالي.
ويتضمن جزء أساسي من اقتراح الرابطة أيضاً استثناءات تسمح باستخدام الوقود الاصطناعي والوقود الحيوي، كبدائل عن الوقود الأحفوري في السيارات التقليدية. لكن منظمات بيئية حذرت من أن هذه الخيارات باهظة الثمن ومحدودة التوفر.
ووصف النائب الأوروبي ميخائيل بلوس من حزب الخضر هذه الخيارات بأنها "حلول وهمية تُحمّل المواطنين تكاليف باهظة من خلال خدع مشبوهة".
وتقول الرابطة وبعض الشركات إن تقنيات محركات الاحتراق تظل ميزة تنافسية أوروبية في مواجهة شركات السيارات الصينية التي تتفوق في تصنيع السيارات الكهربائية. لكن هذا الطرح لا يحظى بإجماع في القطاع.
ودعمت شركة "مرسيدس-بنز" اقتراح الرابطة، وصرّحت بأن "المرونة عنصر أساسي في نجاح التحول". وبالمقابل، جددت "فولفو" رفضها لأي تغيير في تشريعات 2035، ودعت إلى التركيز على المهارات والبنية التحتية وسلاسل التوريد بدلاً من تعديل القوانين القائمة.
ورغم انتقادات الرابطة لمسار التحول نحو السيارات الكهربائية، تظهر الأرقام أن المبيعات تشهد انتعاشاً واضحاً، حيث ارتفعت بنسبة 26% هذا العام في أوروبا، منها زيادة بنسبة 43% في ألمانيا وحدها.