يصادف اليوم 8 يونيو ذكرى وفاة الفنان القدير محمد أبو الحسن، الذي يُعتبر من رموز الكوميديا في مصر، وقد ترك إرثًا فنيًا مميزًا أثرى به السينما والمسرح والتلفزيون، عرف بخفة ظله وأسلوبه الخاص الذي أسر قلوب الجمهور عبر أدواره المتنوعة، ورغم تحديات صحية وشخصية كبيرة، استمر في عطائه الفني حتى أصبح واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في جيله، حاملاً على عاتقه إرثًا من الأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة المشاهدين.
وُلد أبو الحسن عام 1940، وحصل على شهادة من كلية الزراعة قبل أن يبدأ عمله كمهندس في مديرية الزراعة بالقاهرة. لاحقًا، انضم إلى التلفزيون المصري حيث قدم برامج موجهة للأطفال، وتميز بخفة دمه وروحه المرحة. ثم شارك في عدد من الأعمال الفنية، أبرزها مسرحية "سك على بناتك" إلى جانب الفنان الراحل فؤاد المهندس.

شارك محمد أبو الحسن في العديد من الأعمال الفنية من أشهرها، "نص دستة مجانين"، "مجانين على الطريق"، "مجرم رغم أنفه"، "شاويش نص الليل"، "البرنس"، "إنهم يقتلون الوحش"، "إلى من يهمه الأمر"، و"حسن بيه الغلبان". كما شارك في عدد من المسلسلات البارزة مثل "الفاضي يعمل إيه"، "ابن النظام"، "أصعب قرار"، "الظاهر بيبرس"، و"نعم مازلت آنسة".
في ديسمبر 2009، وجه أبو الحسن رسالة صادمة للإعلامي معتز الدمرداش، وصف نفسه فيها قائلاً: "أنا الفنان محمد أبو الحسن، فنان سابق ومتسول حاليًا"، ما يعكس الظروف الصعبة التي عاشها في سنواته الأخيرة.

بدأت معاناة أبو الحسن الصحية منذ عام 1986، حين تعرض لألم حاد في القلب أثناء العمل، مما استدعى نقله للمستشفى وإجراء عملية جراحية دقيقة في باريس لتغيير سبعة شرايين قلبية، تكفلت بنفقاتها الفنانة سهير رمزي، بعد العملية، تراجعت نشاطاته الفنية بشكل كبير حتى توقفت تمامًا.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، عاش أبو الحسن بين المرض والفراش، مكافحًا لأمراض القلب حتى رحيله يوم 8 يونيو 2014، ترك وراءه إرثًا فنيًا غزيرًا يضم نحو مائة عمل فني، بالإضافة إلى عائلته التي تضم أربعة أبناء وأثمان أحفاد.