في مثل هذا اليوم، 9 يونيو 1976، فقدت الساحة الأدبية الألمانية الكاتب جيرد غايزر، الذي ترك بصمة واضحة في الأدب الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تميزت أعماله الروائية والقصصية بأسلوب شعري فريد، جسّد شخصيات تحمل ملامح حزينة وغامضة.
وُلد جايزر في 15 سبتمبر 1908 في أوبرريكسينجن، ألمانيا، وكان ابنًا لقس بروتستانتي، تأثر بشدة بالأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها، فانعكست في أعماله الأدبية والفنية.
بدأ حياته المهنية في مجال الفنون، حيث حصل على درجة الدكتوراه عام 1934 من جامعة توبنغن، وكانت أطروحته حول النحت الباروكي والنهضة الإسبانية، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، انضم إلى القوات الجوية الألمانية كطيار مقاتل، قبل أن يقع في الأسر لدى القوات البريطانية.
بعد الحرب، واجه صعوبات في مسيرته الفنية، مما دفعه إلى الاتجاه نحو الكتابة، كتب الشعر والروايات التي تناولت تجارب الجنود العائدين إلى الحياة المدنية، ومن أبرز أعماله " الصيد المحتضر " و" السفينة في الجبل"، حيث ناقش فيها قضايا البطولة واليأس وتأثير التاريخ على الأفراد.
رغم حصوله على العديد من الجوائز الأدبية، إلا أن أعماله الأخيرة كشفت عن نظرة متشائمة تجاه الثقافة الألمانية المعاصرة، مما دفعه إلى التركيز على التاريخ الفني.
ومع وفاته في ريوتلينغن، ألمانيا، عام 1976، تراجع الاهتمام بأعماله، لكنه لا يزال يُعتبر أحد الأسماء المهمة في الأدب المحافظ بعد الحرب العالمية الثانية.