أعلن باحثون من جامعة كولورادو بولدر الأمريكية عن اكتشاف إشارة زلزالية غامضة تتكرر بدقة كل 26 ثانية، مصدرها منطقة خليج غينيا قبالة سواحل غرب إفريقيا، ما أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر الظواهر الجيولوجية إثارة للحيرة في العقود الأخيرة.
وظهرت هذه الإشارة التي تم التقاطها باستخدام تقنيات رقمية حديثة في عام 2005 بشكل منتظم وثابت، دون أن يكون لها تفسير نهائي حتى الآن.
الظاهرة التي تُعرف علميًا باسم "الميكروسيسم" أو "الهزة الدقيقة"، كانت قد اكتُشفت لأول مرة في أوائل الستينيات على يد الجيوفيزيائي الأمريكي جاك أوليفر، الذي لاحظ وجود تذبذب ونبض خافت قادم من منطقة تقع في المحيط الأطلسي الاستوائي.
ومع ذلك، فقد ظلت ملاحظاته نظرية وغير مدعومة بأدلة قوية بسبب محدودية التكنولوجيا آنذاك، لكن مع تطور أجهزة الرصد الزلزالي، وتوفر قواعد بيانات رقمية دقيقة، تمكن فريق جامعة كولورادو من تتبع النبض بدقة وربطه بمصدر جغرافي محدد في خليج غينيا.
من جانبه، قال عالم الزلازل مايك ريتزولر، الذي شارك في الدراسة: "رأينا شيئًا غير معتاد، كان الإيقاع الزلزالي متكررًا وثابتًا لدرجة أنه لا يمكن تجاهله".
وتعددت التفسيرات حول سبب هذه الإشارة المتكررة؛ فمثلًا إحدى النظريات تفترض أنها ناجمة عن اصطدام مستمر لأمواج المحيط القوية برصيف القارة الإفريقية، مما يسبب اهتزازًا يشبه الطرق الخافت على طاولة كبيرة.
في المقابل، طرح باحثون صينيون في وقت سابق فرضية أخرى تشير إلى وجود نشاط بركاني محتمل بالقرب من جزيرة ساو تومي في خليج بوني، وهي منطقة قريبة من الموقع الذي حُدد كمصدر للإشارة.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على اكتشاف هذه الظاهرة، لم يتمكن العلماء من الوصول إلى تفسير قاطع، ولا تزال المسألة محل جدل بين المتخصصين في الزلازل وعلوم الأرض، فالبعض يعتبرها ظاهرة طبيعية ثانوية، بينما يراها آخرون لغزًا جيولوجيًا يستحق الدراسة المعمقة، خصوصًا بسبب انتظامها اللافت واستمراريتها دون انقطاع كل 26 ثانية.