في مبادرة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية، استهدفت السفينة "مادلين" تقديم المساعدات للقطاع، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف السفينة وسيطر عليها معلنا التعهد بمنع أي محاولة لتقديم المساعدات لغزة.
السيطرة على السفينة مادلين
انطلقت السفينة مادلين، من جزيرة صقلية، قبل أسبوع، وهي قارب شراعي مُحمّل بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية، بهدف كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، حاملة نحو 12 من النشطاء، ومن أبرزهم الناشطة السويدية المناخية البارزة، غريتا ثونبرغ البالغة من العمر 22 عامًا، وليام كانينغهام، ممثل مسلسل "صراع العروش"، وريما حسن، عضوة البرلمان الأوروبي.
ومع اقتراب وصولها، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن أن جيش الاحتلال "سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع رسو اليخت في القطاع" الذي مزقته الحرب الإسرائيلية منذ أكثر من 600 يوم، وأنهكه الحصار ومنع دخول المساعدات منذ مارس الماضي.
ومع الساعات الأولى من صباح اليوم، حاصرت طائرات مسيرة للاحتلال السفينة مادلين وألقت عليه "مادة بيضاء مهيجة" قبل أن يصعد جنود جيش الاحتلال على متنه بعد الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت غرينتش، وفقًا للمجموعة الناشطة التي تقف وراء مهمتها، حيث كتب تحالف أسطول الحرية: "تتعرض مادلين حاليًا لهجوم في المياه الدولية، الاتصالات مشوشة، ويتم بث أصوات مزعجة عبر الراديو".
وأعلن الاحتلال عن نقل ثونبرغ وأفراد طاقم السفينة مادلين الأحد عشر الآخرون إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، قبل أن يتم ترحيل النشطاء إلى بلادهم.
وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن البحرية الإسرائيلية تقوم بسحب سفينة مادلين إلى الميناء، فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق إنه "من المتوقع عودة ركاب اليخت إلى بلدانهم الأصلية".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية - في بيان - : "تتجه السفينة بسلام إلى ميناء أشدود ومن المتوقع عودة الركاب إلى بلدانهم الأصلية"، موضحة أن السفينة كانت تحمل "أقل من شاحنة واحدة من المساعدات".
وأضافت: "هناك طرق لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وسيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية".
كما نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو يظهر نشطاء محتجزين من قارب متجه إلى غزة، بينما ترافقهم البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أشدود.

دعوة أممية لسفن أخرى لكسر الحصار
وحثت فرانسيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، القوارب في المنطقة على مواصلة تحدي الحصار البحري الإسرائيلي.
وكتبت "ألبانيز"، في منشور على موقع X: "بينما يجب إطلاق سراح مادلين فورًا، ينبغي على كل ميناء متوسطي إرسال سفن تحمل مساعدات وتضامنًا وإنسانية إلى غزة. سيبحرون معًا - متحدين، ولن يُوقفهم شيء".
وأوضحت أنها كانت تتحدث عبر الهاتف مع طاقم السفينة مادلين عندما اقترب الجنود الإسرائيليون من سفينتهم، موضحة أنها: "سمعت الجنود يتحدثون بينما كان القبطان يتحدث معي عبر الهاتف، وانقطع الاتصال بالقبطان لأنه كان يخبرني أن قاربًا آخر يقترب".

الاعتداء على سفن المساعدات لغزة
ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي على المياه المحيطة بقطاع غزة، ومنع العديد من السفن والمحاولات السابقة لكسر الحصر، حيث حاول تحالف أسطول الحرية، الجهة المنظمة لرحلة ثونبرغ، الوصول إلى غزة بحرًا في أوائل مايو الماضي، وحينها تعرضت السفينة "كونشايسينغ"، لهجوم من طائرتين مسيرتين أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، وأكدت المجموعة أن إسرائيل تقف وراء الهجوم الذي ألحق أضرارًا بالجزء الأمامي من السفينة.
وفي عام 2017، أطلقت البحرية الإسرائيلية النار على فلسطيني على متن قارب صيد في غزة في البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى استشهاده بعد أن زعمت أن القارب تجاهل طلقات تحذيرية واستمر في الخروج من منطقته المسموح بها.
تأسس تحالف أسطول الحرية عام ٢٠١٠ كحركة دولية سلمية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وذلك بعد حادث الهجوم الإسرائيلي على الأسطول، في مهمته الأولى لنقل إمدادات الإغاثة إلى غزة على الرغم من الحصار البحري الإسرائيلي ، حيث اعترضت وحدة كوماندوز إسرائيلية الأسطول في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء وصحفي. ومنذ ذلك الحين، استمرت محاولات الوصول إلى غزة، وكثير منها باء بالفشل، وبعضها كان له عواقب وخيمة.