أُثيرت موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو لعروس تبكي خلال زفافها إلى شاب مصاب بمتلازمة داون، حيث تباينت التعليقات ما بين داعمٍ لهذه الخطوة، ورافضٍ لها، بينما التزم آخرون الحياد.
وفي أكثر من مقطع فيديو تداوله رواد منصات التواصل الاجتماعي، ظهرت العروس بمظهر حزين للغاية، بل وتبكي أحيانًا، وذلك على عكس ما يجب أن تظهر عليه أي فتاة في زفافها.
بدورهم، طالب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، بالتدخل لمعرفة ما إذا كانت الفتاة ارتضت بهذا الزواج أو لم تقبل.
ماذا قال رواد منصات التواصل الاجتماعي؟
وانقسمت تعليقات رواد منصات التواصل بين مؤيدين يرون في الواقعة رسالة أمل ودمجًا حقيقيًا لذوي القدرات الخاصة، وآخرين أثاروا تساؤلات حول جوانب قانونية وطبية وشرعية مرتبطة بهذه الخطوة.
ومعقبة على مقطع فيديو، تساءل حساب باسم "بطوطة دي أنا"، قائلة: "هل تدركون أن هناك أشخاصًا يعانون من متلازمة داون ويتمتعون بقدرات عقلية كافية، وأصبحوا جزءًا مهمًا من المجتمع؟ وفي حالة فقدان الأهلية، فإن المأذون لن يقوم بتوثيق عقد الزواج، حيث إن أي إبلاغ عن ذلك سيؤدي إلى عواقب قانونية".

وأكدت أنه ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن العروس قد تكون راضية تمامًا عن زواجها من العريس، وبالتالي لا ينبغي سوء الظن بها.
وأخيرًا، شددت على أنه حتى في حالة فقدان الأهلية، فإنه يوجد قانون يحميها، حيث يمكنها التقدم بشكوى، فلا توجد امرأة تتزوج قسرًا.
وعلى العكس من ذلك، زعم حسام باسم "مرام عمران"، أن هذه الزيجة تُعتبر باطلة لعدم استيفاء شروط صحة الزواج، وأبرزها القدرة العقلية، على حد قولها.

وتابعت موضحة أنها لا تقصد القول إن الشخص مجنون، لكن يبدو أنه غير مؤهل لتحمّل مسؤوليات الحياة الزوجية، كما يتضح بشكل جلي أن العروس غير سعيدة وتبدو وكأنها مغلوبة على أمرها، على حد زعمها.
وقالت إن الله سيتجاوز عن تصرفات أهلها وأهله، إذ إنهم شاركوا في هذه المخالفة.
في الوسط من ذلك، كتب حسام باسم "أحمد أبو النجا": "قبل أي شيء، يجب أن نتذكر أن الزواج في الإسلام له أركان وشروط، وأهمها الرضا والوعي، ومن المؤسف أن يتزوج البعض دون وجود هذه الشروط"، حسب قوله.

أضاف أنه ليس كل شخص لديه متلازمة داون فاقدًا للأهلية، فهناك من يمتلك درجة من الوعي تمكّنه من الزواج والعيش حياة طبيعية، وفق قوله.
أما بالنسبة لموضوع أن الفتاة تزوجت من أجل المال، فالله أعلم، ولكن هذا يُعتبر سوء ظن، وقد قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}، كما أردف.