أثار فيديو لزفاف شاب مصاب بمتلازمة داون وعروسه تبكي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حالة من الجدل حول الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا الزواج والآثار المترتبة عليها.
ومن جهته، أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن متلازمة داون تعد من الأمراض التي تلعب الجينات الوراثية دور هام في انتقالها، إلا أن هذا المرض لا يتعارض مع احتياجات المصاب الجنسية، ومن ثم يكون لديه الرغبة في الزواج، مستكملًا: لكن تكمن المشكلة في إيجاد من ترضى بتلك الزيجة لما لها من طبيعية خاصة تختلف تماما عن غيرها.
وأضاف فرويز، أن على من تتقبل الزواج بمعاق ذهنيا التعامل معه كأم مسئولة وليس زوجة فحسب، فهي من تتكفل به وتأخذ القرارات الحياتية، فضلاً عن ضرورة اتسامها بالصبر، فأسلوب إعطاء الأوامر والعصبية معه قد تولد لديه العنف، فهو لا يحتاج أدوية أو علاج بقدر احتياجه لمن تتفهم حالته.
وأكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن الأمر يزداد صعوبة حال زواج المعاق ذهنياُ من طرف مماثل لحالته، فكليهما يحتاج لرعاية ذويه فلا يستطيع أثنين من المصابين بأحد الأمراض الذهنية كمتلازمة داون، وغيرهما من أصحاب الأمراض المماثلة الإقامة بمفرديهما ومن ثم تجد الأسرة نفسها مكبلة بعبء أثنين بدلاً من واحد!.
واستكمل فرويز: حتى وقت قريب كان هناك استحالة من زواج مريض فرط الحركة "الهيبر أكتف" لكن مع الجيل الجديد من عقاقير هذا المرض تحسنت حالة هؤلاء المرضى بشكل ملحوظ و من ثم أصبح بإمكانهم الزواج .. أما بالنسبة لمرضى التوحد "الأوتزيم" فعلينا التفرقة بين مريض التوحد و المصاب بسمات التوحد .. فالأول لا يمكنه الزواج لعزلته التامة عن من حوله ، بينما الثاني يمكن أن يتزوج طالما أنه يتجاوب مع العلاج.
واختتم الطبيب النفسي: احتمالية انتقال الإعاقة الذهنية للطفل الذي ينجم عن هذا الزواج مرتفعة بدرجة كبيرة، لذا ننصح حال حدوث حمل بإجراء تحليل " ألفا فيتو بروتين" وسونار فايف دايمنشن" وهو فحص بالأشعة فوق الصوتية يظهر تفاصيل الجنين بدقة أكبر من الفحص ثلاثي الأبعاد، وذلك للاطمئنان على عدم انتقال الإعاقة الذهنية له، وفي حالة اكتشاف أي مشكلة نعطي الرأي الطبي لطبيب النساء لاتخاذ القرار اللازم.