لا تقبل مصر أبدا وتحت أي ظرف الابتزاز أو المزايدات الرخيصة ومنذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة كان الموقف المصري ثابتا وواضحا وقويا في مواجهة الاحتلال.
بادرت القاهرة للتحرك بكل قوتها على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ثوابتها الرافضة للعدوان ومخططات التهجير القسري والتأكيد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لقطاع غزة.
وفى الوقت الذى كان يتعاطف العالم مع المعتدي ويقف في صف الاحتلال وتصدر القوى الكبرى بيانات تأييد لرد الفعل الإسرائيلي، وحدها مصر قادت حملة مكثفة لتصحيح الصورة المغلوطة والرد على الأكاذيب التي تروجها دولة الاحتلال، وإظهار الحقيقة للعالم وتوضيح حجم المعاناة والكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الأبرياء في غزة وكافة الأراضي المحتلة.
الصوت المصري كان قويا ومدويا أيقظ ضمير العالم من غفلته، وصحح اتجاه بوصلته ليقف المجتمع الدولى في صف المظلومين المعتدى عليهم في مواجهة عدوان غاشم لا يبقي ولا يذر.
قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل قوة في قمة القاهرة للسلام التي دعت إليها القاهرة في 21 أكتوبر 2023 وبعد أيام قليلة من العدوان: "إن مصر تدين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وفى الوقت ذاته تعبر عن دهشتها من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، يفرض عليهم عقابا جماعيا وحصارا وتجويعا وضغوطا عنيفة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذى أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني لتجريمها ومنع تكرارها، مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء".
هذا هو الموقف المصري تجاه العدوان على غزة منذ اللحظة الأولى ثابت راسخ لا يتزعزع أبدا تحت أي ظرف أو أي ضغوط ولا يقبل المساومات ولا المزايدات، رغم الظروف المحيطة إقليميا ودوليا، ورغم الضغوط التي تتعرض لها مصر لكى تحيد عن موقفها خاصة فيما يتعلق بالإصرار على رفض التهجير القسري أو الطوعي.
خطة الاحتلال منذ قرر العدوان إفراغ قطاع غزة والاستيلاء عليه وتهجير المدنيين والأبرياء قسرا تحت القصف المتواصل والعمليات الإرهابية البشعة والتنكيل المستمر والحصار والتجويع، والضغط عليهم من أجل النزوح في اتجاه رفح، ولكن الموقف المصري الحاسم كان بالمرصاد لمخططات العدوان ومؤامراته.
نجحت مصر في حشد العالم ضد مخططات إسرائيل الملعونة، وتغير الموقف الدولى بشكل كامل من الدعم المطلق للعدو الإسرائيلي إلى التنديد بجرائم الاحتلال ومطالبته بضرورة إنهاء العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، بل وفرض عقوبات على وزراء في حكومة الاحتلال، وقرار بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج بفرض عقوبات على المتطرفين إيتمار بن عفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سمويتريتش وزير المالية في حكومة نتنياهو يأتي في هذا الإطار.
أما الموقف المصري فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فلا يحتاج إلى كثير توضيح، والقاهرة هي التي تحملت العبء الأكبر لإدخال المساعدات وفتحت معبر رفح من الجانب المصري منذ اللحظة الأولى، كما أنها قدمت النسبة الأكبر من المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة ليس من باب المن لا سمح الله بل هو الواجب والدور التاريخي الذى تلعبه مصر من بداية النكبة الفلسطينية عام 1948 حتى الٱن.
الدور المصري لا ينتظر إملاءات من أحد أو توجيه من موتور، والمزايدات والمهاترات لن تثني مصر عن دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
خسأ المزايدون وذيولهم من اتباع جماعات الفوضى الذين يدخلون الجحور إذا حمي الوطيس، وتبقى مصر وحدها دائما ترفع لواء القضية الفلسطينية، وسيبقى موقفها ثابتا وراسخا حتى يتحقق الهدف الأسمى الذي تسعى إليه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. سنقف خلف قيادتنا بكل قوة وسنحمي أمننا القومي، وهذا فرض علينا وليخسأ كل مزايد لعين.