السبت 5 يوليو 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. محمد عوض فيلسوف الكوميديا الذي أسعد الملايين

  • 12-6-2025 | 04:18

محمد عوض

طباعة
  • لؤلؤة النجمي

في مثل هذا اليوم، 12 يونيو من عام 1932، وُلد الفنان الكبير محمد عوض، أحد أبرز وجوه الكوميديا المصرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وبين المسرح والسينما والتلفزيون، ترك عوض إرثًا فنيًا غنيًا لا يزال محفورًا في ذاكرة محبيه، حيث امتاز بخفة ظله، وعمق أدائه، وابتسامته التي كانت تخفي فلسفة ساخرة ترى في الضحك خلاصًا من ثقل الحياة.

 

وُلد محمد عوض في حي العباسية بالقاهرة، وتخرج من كلية الآداب – قسم الفلسفة بجامعة عين شمس عام 1957، وهو ما منح شخصيته بعدًا ثقافيًا وإنسانيًا واضحًا، قبل أن يتخرج أيضًا من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962. كانت الفلسفة طريقه إلى التفكير، والمسرح طريقه إلى التعبير.

 

بدأ مشواره على خشبة مسرح الجامعة، ولفت الأنظار بتقديمه أعمال نجيب الريحاني، ثم التحق بفرقة الريحاني المسرحية، التي شكّلت مدرسته الفنية الحقيقية.

 

قدّم محمد عوض أكثر من 80 عرضًا مسرحيًا خلال مسيرته، شكلت في مجملها ركيزة للمسرح الكوميدي الشعبي. من أبرز أعماله:

 

جلفدان هانم ،العبيط ،نمره 2 يكسب ،مطرب العواطف ،أنت اللي قتلت عليوة ،الواد الجن ،شيلني وأشيلك و حماتي قنبلة ذرية

 

امتاز عوض بقدرته على الإمساك بخيوط الضحك والجمهور، واستطاع بحنكة أن يوازن بين الهزل والتعليق الاجتماعي، في زمن كانت فيه الكوميديا انعكاسًا للواقع الشعبي.

 

دخل محمد عوض عالم السينما في أوائل الستينات، واشتهر بأدوار خفيفة الظل تُلامس وجدان البسطاء. من أبرز أفلامه:

 

بابا عايز كده ،العقل والمال ،الرجال لا يتزوجون الجميلات ،إجازة بالعافية، العاشقة ،دعني والدموع ،المغامرون الثلاثة

 

 

كما اشتهر بثنائيات ناجحة مع صفاء أبو السعود ونبيلة عبيد وسهير رمزي في أفلام متنوعة جمعت بين الرومانسية والكوميديا الاجتماعية.

 

رغم تميزه المسرحي والسينمائي، لم تغب بصمته عن التلفزيون، حيث شارك في عدد من الأعمال الدرامية أبرزها:

 

برج الحظ (بدور شرارة)، البراري والحامول ،حساب السنين ،الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين

 

وأدى أدوارًا متنوعة جمعت بين الجدية والكوميديا، مؤكّدًا على قدراته كممثل متكام

 

تزوج محمد عوض من زميلته قوت القلوب عبد الوهاب، وأنجب منها ثلاثة أبناء:

 

عادل عوض ،عاطف عوض،علاء عوض.

 

 

رغم انشغاله الدائم، كان محمد عوض أبًا عطوفًا ومثقفًا، يشجع أبناءه على الفن والتفكير الحر.

 

 

 

سنوات المرض والوداع الصامت

 

في أواخر حياته، عانى الفنان من مرض السرطان وفيروس C، لكنه واصل العمل لسنوات رغم التعب، محاولًا التمسك بالبقاء الفني والإنساني. وافته المنية في 27 فبراير 1997، عن عمر ناهز 64 عامًا، بعد رحلة عطاء امتدت لما يقرب من أربعة عقود.

 

 

إرث خالد وابتسامة باقية

 

لم يكن محمد عوض مجرد ممثل كوميدي، بل كان حالة إنسانية خاصة، وفنانًا يؤمن أن "الفن رسالة لا تُؤدى إلا بإخلاص". في ذكرى ميلاده، تُعرض أعماله على الشاشات، وتُستعاد ضحكاته على خشبة المسرح، وكأنها لا تزال تسكن بيننا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة