استهدفت إيران في هجومها الثاني على إسرائيل، فجر اليوم الأحد، ضمن عملية "الوعد الصادق 3" معهد "وايزمان للعلوم" في مدينة رحوفوت، وسط البلاد، والذي يضطلع في شراكات مع كبرى جهات تصنيع السلاح في إسرائيل.
وذكر المعهد المشهور على الصعيد العالمي، في بيان أعقب الهجوم الإيراني، أنه تم تسجيل عدة إصابات في مبانٍ داخل حرم المعهد، بينما لم تُسجّل إصابات بشرية.
وجاء ذلك بعد تقارير إعلامية أفادت بأن أحد الصواريخ أصاب المعهد، ما أسفر عن اندلاع حريق في "مبنى واحد على الأقل يحتوي على مختبرات".
"معهد وايزمان للعلوم"
وتأسس معهد وايزمان للعلوم عام 1934 تحت اسم "دانيال سييف للبحوث"، بمبادرة من حاييم وايزمان، الذي أصبح لاحقًا أول رئيس لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لموسوعة "ويكيبيديا".
وبعد سنوات من التوسع والتطور، تم الإعلان رسميًا عن تأسيس المعهد باسمه الحالي في الثاني من نوفمبر عام 1949.
ويُعد معهد وايزمان اليوم من أبرز المؤسسات البحثية في العالم، ويعمل فيه ما يقارب 2500 شخص من طلاب وباحثين وأكاديميين.
ويمنح المعهد درجات الماجستير والدكتوراه في تخصصات متنوعة، من بينها الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الكيمياء الحيوية، وعلوم الحاسب، فضلًا عن المزيد من التخصصات والبرامج الأخرى.
ومن أبرز الإنجازات العلمية التي خرجت من المعهد، حصول اثنين من أعضاء هيئة التدريس في قسم علوم الحاسب، وهما أمير بنويلي والمشفّر آدي شامير، على جائزة تورنغ المرموقة، والتي تُعد معادلة لجائزة نوبل في مجال علوم الحاسب.
ويحتضن الحرم الجامعي للمعهد أيضًا "معهد دافيدسون للتربية العلمية"، الذي يُعد الذراع التعليمي للمعهد، ويُعنى بتنظيم البرامج والأنشطة التعليمية لتعزيز تعليم العلوم والرياضيات لدى مختلف الفئات.
الجانب العسكري
على الصعيد العسكري، يضطلع معهد وايزمان للعلوم في شراكات مع أبرز شركات تصنيع الأسلحة في إسرائيل، مثل شركة "إلبيت سيستمز" وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
لماذا الهجوم الإيراني؟
ويُرجح أن إيران أرادت من وراء هذه الضربة الرد على اغتيال إسرائيل خبراء وعلماء نوويين إيرانيين، فجر الجمعة الماضية، ضمن ما أسمته بعملية "الأسد الصاعد".
الهجوم الإيراني
وردًا على عدوان إسرائيلي تتعرض له منذ فجر الجمعة الماضية، أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق 3"، حيث استهدفت الأراضي الإسرائيلية بدفعات صاروخية وطائرات مسيّرة، طوال الليلتين الماضيتين، مخلفة دمارًا واسعًا في الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك العاصمة تل أبيب.
وفي روايتها الرسمية، تزعم إسرائيل أن الرد الإيراني أسفر إجمالًا عن إصابة 345 شخصًا، بينهم سبعة يرقدون في المستشفيات بحالة حرجة، وذلك وفق معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية.
وبينما لم تُشر الوزارة الإسرائيلية إلى عدد القتلى جراء الهجمات، فإن القناة السابعة العبرية الخاصة، أفادت بأن حصيلة القتلى الإسرائيليين جراء سقوط صواريخ إيرانية منذ بدء المواجهة الحالية بلغت 13 شخصًا.
غير أن هذه الأرقام تحظى بالتشكيك على نطاق واسع، خصوصًا في ظل الرقابة المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على المجتمع الداخلي، بما في ذلك وسائل الإعلام.