لليوم الرابع على التوالي، تواصلت الضربات الصاروخية والحرب بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت طهران أنحاء تل أبيب خلال الليلة الماضية بضربات صاروخية مكثفة، ردًا على الضربات الاستباقية التي شنتها إسرائيل ضد برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية فجر الجمعة الماضي.
الضربات الإيرانية على تل أبيب
وفجر اليوم الإثنين، استهدفت إيران أنحاء مختلفة في إسرائيل بضربات صاروخية، سقطت على تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية، مما أدى إلى تدمير منازل حيث أفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية بمقتل خمسة أشخاص على الأقل في أحدث الضربات الإيرانية، مما رفع عدد القتلى في إسرائيل إلى 18 منذ يوم الجمعة، فيما أصيب ما لا يقل عن 100 آخرين في الغارة الجوية الليلية.
وأفادت سلطات الطوارئ الإسرائيلية بأن عمليات البحث وتحديد المواقع جارية في حيفا حيث أصيب حوالي 30 شخصًا، بينما هرع العشرات من المسعفين إلى مناطق الضربات، كذلك اندلعت حرائق في محطة كهرباء بالقرب من ميناء حيفا، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأظهرت لقطات فيديو سقوط عدة صواريخ فوق تل أبيب، وسُمع دوي انفجارات في القدس المحتلة، ودُمرت الصواريخ عدة مبانٍ سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب في غارة جوية أدت إلى تحطيم نوافذ فنادق ومنازل أخرى قريبة على بُعد مئات الأمتار فقط من فرع السفارة الأمريكية في القدس، حيث صرح السفير الأمريكي بأن أضرارًا طفيفة لحقت بالمبنى.
أسلوب جديد في الضربات الإيرانية
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم الأخير استخدم أسلوبًا جديدًا تسبب في استهداف أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات لبعضها البعض، مما سمح لإيران بضرب العديد من الأهداف بنجاح.
وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، أن الهجمات الصاروخية استهدفت منظومات القيادة والسيطرة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، باستخدام أساليب حديثة والاستفادة من قدرات استخبارية وتجهيزية متطورة، وأسفر عن حدوث خلل في منظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات للاحتلال، لدرجة أن منظوماته الدفاعية استهدفت بعضها البعض.
وأوضح أن الابتكارات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، وعلى الرغم من الدعم الشامل من أمريكا والقوى الغربية وامتلاكهم لأحدث التقنيات الدفاعية تمكّنت الصواريخ الإيرانية من إصابة أهدافها بدقة ونجاح كبير في الأراضي المحتلة.
وتابع: "هذا اليوم هو تجلٍّ لتحقيق الوعود الصادقة التي أطلقها "باقري، سلامي، وحاجي زاده"، الذين أكدوا مرارًا أن عملية "الوعد الصادق 3" والعمليات المقبلة ستكون أكثر سحقًا، ودقة، وتأثيرًا وتدميرًا من العمليات السابقة".
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن "هذه العملية أثبتت خطأ حسابات وتقديرات الاحتلال المتوهّم، وكذلك الأمريكيين المعتدين تجاه إيران الإسلامية، وآن الأوان ليشهد العالم انهيار الاحتلال الإسرائيلي".
وختم بيانه بالتشديد على أن داعمي الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يعلموا بأن العمليات الفعالة، الدقيقة، والساحقة ستستمر بوتيرة أقوى وأعنف.
وصرح متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية بأن عدد القتلى في إيران بلغ بالفعل 224 قتيلًا على الأقل، وأن 90% منهم من المدنيين.
الاحتلال يستهدف طهران
فيما صرّح مسؤولون إسرائيليون بأن نظام القبة الحديدية الدفاعي للاحتلال ليس فعّالًا بنسبة 100%، وحذروا من أيام صعبة قادمة.
فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن "سكان طهران سيدفعون الثمن، وقريبًا" على حد قوله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين أنه قصف مجددًا مراكز قيادة تابعة للحرس الثوري والجيش الإيراني.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، عن رصده إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، واستعداد منظومات الدفاع الجوي لاعتراضها.
وقال جيش الاحتلال في بيان له، إنه تم رصد 50 صاروخًا أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل، وتعمل منظومات الدفاع لاعتراض هذا التهديد، بحسب إذاعة جيش الاحتلال.