تحتفي الأمم المتحدة، غداً /الثلاثاء/، باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، والذي يوافق السابع عشر من يونيو من كل عام، بهدف زيادة الوعي العام حول قضايا التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، والترويج للحلول الممكنة، ويأتي احتفاء هذا العام تحت شعار (استصلح الأرض.. أطلق العنان للفرص)، والذي يُسلّط الضوء على كيف أن استعادة أساس الطبيعة، أي الأرض، من شأنها أن تُوفر فرص عمل، وتعزز الأمن الغذائي والمائي، وتدعم العمل المناخي، وتُسهم في ترسيخ القدرة الاقتصادية على الصمود.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الأرض السليمة هي الركيزة التي تُشيَّد عليها الاقتصادات المزدهرة، إذ يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على موارد الطبيعة. غير أننا نواصل استنزاف هذا الرأسمال الطبيعي بوتيرة تنذر بالخطر، فكل دقيقة تمضي تشهد فقدان ما يعادل أربعة ملاعب لكرة القدم من الأراضي بفعل التدهور.
وذكرت الأمم المتحدة، أن هذا التدهور يُفضي إلى فقدان التنوع الحيوي، ويُفاقم خطر الجفاف، ويُجبر مجتمعات بأسرها على النزوح. أما تداعياته فلا تعرف حدودًا، إذ تنعكس في ارتفاع أسعار الأغذية، وفي الاضطراب، وفي موجات الهجرة، إذ يُعد التصحر وتدهور الأراضي والجفاف من أشد التحديات البيئية إلحاحًا في زمننا، وقد طال التدهور ما يصل إلى 40% من مساحة اليابسة في العالم.
وبينما يبلغ عقد الأمم المتحدة لاستعادة النُظم الإيكولوجية (2021–2030) منتصف مساره، بات لزامًا علينا تسريع وتيرة الجهود لعكس مسار التدهور، وتحويله إلى استعادة واسعة النطاق. فإذا استمرت الاتجاهات الراهنة، فسوف نحتاج بحلول عام 2030 إلى استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي، وتهيئة اقتصاد ترميم تُقدّر قيمته بتريليون دولار.
ونوهت الأمم المتحدة عن أنه في هذا المحفل العالمي الجوهري — مؤتمر الأطراف السابع عشر المعني بمكافحة التصحر — ستُرسم معالم الحلول المنشودة لاستصلاح الأراضي، واعتماد نُهج مستدامة لإدارتها، وتعزيز القدرة على التكيّف في وجه التغيرات المتسارعة حول العالم، وسيعقد المؤتمر في الفترة الممتدة من 17ـ 28 أغسطس 2026، وذلك في سياق الاحتفال بـ "السنة الدولية للمراعي والرعويين"، مُستلهمًا جهوده من المبادرات الرامية إلى صون المراعي وإدارتها على نحو مستدام وإعادة تأهيلها.
ومن المقرر أن تستضيف جمهورية كولومبيا الاحتفال العالمي باليوم الدولي للتصحر والجفاف لهذا العام في بوجوتا، مؤكدة التزامها بمواجهة تدهور الأراضي من خلال حلول تستند إلى الطبيعة. سيركز الحدث على ضرورة تعزيز جهود استعادة الأراضي بوصفها محركًا لتحقيق الاستدامة والسلام والتنمية الشاملة، مع التشديد على الدور الحيوي للأراضي السليمة في ضمان الأمن الغذائي والمائي وتوفير فرص العمل وتعزيز الأمان.
يُشار إلى أن كوكب الأرض يواجه تحدياً كبيراً في توفير الغذاء مع تزايد عدد البشر، خاصة مع تدهور أكثر من 40 في المائة من أراضي الكوكب. وتكشف تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) أن التدهور طال 1660 مليون هكتار من الأراضي بسبب النشاط البشري. والمقلق أن أكثر من 60 في المائة من هذا التدهور أصاب الأراضي الزراعية والمراعي. ونتيجة لذلك، تواجه نظم الأغذية الزراعية ضغوطاً غير مسبوقة، تهدد الأمن الغذائي العالمي والبيئة واستقرار المجتمعات.
وتقود منظمة الأغذية والزراعة جهود استعادة الأراضي الزراعية المتدهورة من خلال مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ولعل هذه خطوة مهمة لتحويل نظم الأغذية الزراعية إلى نظم مستدامة تشمل الجميع، وتضمن الأمن الغذائي، وتحافظ على النظم الإيكولوجية، وترتقي بحياة الناس.