لليوم الخامس، تواصلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي بدأتها إسرائيل بقصف منشآت عسكرية ونووية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، فجر الجمعة الماضي، لترد إيران بهجمات صاروخية استهدفت أنحاء مختلفة في تل أبيب، فيما تواصل التصعيد اليوم، أعلن جيش الاحتلال اليوم عن اغتيال قائد عسكري إيراني جديد.
إيران تواصل هجماتها الصاروخية
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، عن إطلاق موجة جديدة من الهجمات الصاروخية التي نفذتها القوة الجوفضائية التابعة له، كانت أشد قوة وسحقاً من سابقاتها حسب وصفه، فيما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بأن الحرس الثوري قال في البيان السادس للعملية التي أطلق عليها "الوعد الصادق 3"، إن "أدّت الابتكارات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، رغم الدعم الشامل الذي يتلقاه العدو من أمريكا والقوى الغربية، وامتلاكه لأحدث التقنيات الدفاعية وأكثرها تطورًا، إلى إصابة الصواريخ لأهدافها بدقة وفعالية قصوى داخل الأراضي المحتلة."
فيما أكد جيش الاحتلال أن عدداً من الصواريخ تم إطلاقها من الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى تفعيل أنظمة الإنذار في مناطق عدة، وسط حالة من الاستنفار الواسع، حيث أصافت الصواريخ الإيرانية مبنى سكنياً مكوّناً من 8 طوابق في تل أبيب، ما أسفر عن أضرار كبيرة، وسط تقارير عن وقوع إصابات.
وحسبما ذكرت القناة 13 العبرية، أسفر الهجوم الصاروخي حتى الآن عن إصابة 5 أشخاص بجروح، فيما هرع الإسرائيليين إلى الملاجئ وسط حالة من الذعر والارتباك، بعدما دوت صافرات الإنذار في تل أبيب وأسدود وعسقلان.
وذكرت التقارير الأولية أن أحد الصواريخ أصاب هدفاً في وسط إسرائيل، دون أن تكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال.
فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يتحقق من استخدام إيران لصواريخ كروز في هذا الهجوم بدلا من الصواريخ الباليستية.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أحدث الهجوم الصاروخي الإيراني على موقف حافلات هرتسليا حفرة بعمق أربعة أمتار تقريبًا، فيما اشتعلت النيران في إحدى الحافلات، وأُصيب نحو 14 آخرين جراء الاصطدام.
كما أفاد مركز إيخيلوف الطبي في تل أبيب أن مصابين اثنين نُقلا إلى قسم الطوارئ جراء القصف الإيراني الأخير، وُصفت حالة أحدهما بأنها خفيفة إلى متوسطة، ويعاني من ضربة في الرأس.
اغتيال علي شادماني
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن اغتيال قائد "مقر خاتم الأنبياء المركزي"، علي شادماني، والذي اختير مؤخرا خلفا لرئيس أركان الحر الإيراني اللواء محمد باقري، الذي اغتاله الاحتلال في بداية الحرب بين الجانبين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "بعد معلومات استخباراتية دقيقة" تلقاها الجيش الإسرائيلي ووجود "فرصة مفاجئة خلال الليل (الثلاثاء)، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مركز قيادة مأهول في قلب طهران وقضى على علي شادماني".
وهو ما لم تعلق عليه طهران، حتى الآن، فلم تؤكد أو تنفي مزاعم جيش الاحتلال في هذا الشأن.
ترامب يطالب بإخلاء طهران
وفي المقابل، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصه "تروث سوشيال"، إنه "على جميع الإيرانيين إخلاء طهران فورًا".
وأضاف "ترامب": "كان ينبغي على إيران أن توقع على الصفقة التي طلبت منهم التوقيع عليها"، بحسب وكالة "رويترز".
وتابع: "يا له من عار وإهدار لحياة الإنسان ببساطة، لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا، قلت ذلك مرارًا وتكرارًا، ويجب على الجميع إخلاء طهران على الفور".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي، إن إيران لن تفوز في هذه الحرب مع إسرائيل، وعليها الدخول في محادثات قبل فوات الأوان، خاصة أن الأمر أصبح مؤلمًا للجانبين.
وأضاف "ترامب"، أن "السلطات الإيرانية تبدي رغبة في الحوار، لكن كان ينبغي على القيادة الإيرانية اتخاذ قرار بهذا الشأن مبكرًا، كان لديهم 60 يومًا، في اليوم الحادي والستين، قلت: ليس لدينا اتفاق".
فيما أكد ترامب أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى للدعاية، قال عن طريق الخطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على "وقف إطلاق النار" بين إسرائيل وإيران"، وأردف ترامب قائلا عن تصريحات ماكرون: "خاطئة!".
وتابع الرئيس الأمريكي قائلا عن نظيره الفرنسي: "ليس لديه أي فكرة عن سبب توجهي الآن إلى واشنطن، لكن الأمر بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار"، وأردف: "(الأمر) أكبر من ذلك بكثير. سواءً عن قصد أم لا، إيمانويل يُخطئ دائمًا. ترقبوا!".
وفي المقابل، هدد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، بالمزيد من التصعيد مع إيران، قائلا إن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك نوع القنبلة اللازمة لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية، والتي تقع في أعماق الجبال بالقرب من مدينة قم، شمال إيران، وتضم أجهزة طرد مركزي متطورة تُستخدم لتخصيب اليورانيوم إلى درجات نقاء عالية، وعمقها الدقيق غير معروف علنًا، لكن بعض التقديرات تشير إلى أنه يتراوح بين 80 و90 مترًا.
وأضاف لايتر، في مقابلة مع قناة "ميريت": "لكي يتم تدمير فوردو بقنبلة جوية، فإن الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك تلك القنبلة هي الولايات المتحدة، وهذا قرار يتعين على الولايات المتحدة اتخاذه، سواء اختارت اتباع هذا المسار أم لا".
وقال: "عندما تهدأ الأمور، سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ستجعل عملية أجهزة النداء (البيجر) تبدو سهلة"، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي شنته إسرائيل في لبنان في سبتمبر الماضي، والذي استهدف أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها عناصر "حزب الله" المدعوم من إيران، بمتفجرات مُخبأة في الأجهزة، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين.