الثلاثاء 12 اغسطس 2025

عرب وعالم

"الجارديان": حرب نتنياهو على إيران مخطط لها منذ زمن وتتم بتهور ومحفوفة بالمخاطر للجميع

  • 17-6-2025 | 15:31

نتنياهو

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يخوض معركة مع طهران أمضى عقودا في التحضير لها، مدعوما بادعاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القانون الدولي لم يعد ساريا، ووجهت الصحيفة سؤالا لنتنياهو قائلة لماذا تقلق بشأن الخطوط الحمراء في حين أن محكمة لاهاي قد أصدرت بالفعل أمرا قضائيا بحقك وحلفائك الذين يتظاهرون بعدم الانتباه؟.

وقالت إنه من المفيد أن تعامل الولايات المتحدة المحكمة الجنائية الدولية كجهة مارقة. حتى أن ترامب قد هاجم قضاة المحكمة والمدعي العام لتجرؤهم على التدقيق في "حليفنا الوثيق" إسرائيل بشأن غزة.

وذكرت الصحيفة- في مقال افتتاحي، اليوم /الثلاثاء/، تعليقا على حرب إسرائيل على إيران- أنه كما يفسر ميثاق الأمم المتحدة فعادة، ما يسمح باستخدام القوة ضد أي هجوم فعلي أو وشيك دفاعا عن النفس، ولكن يتعين أن يكون ذلك ضروريا ومتناسبا. فمع توسع أهداف نتنياهو- مثل تغيير النظام في وضرب البنية التحتية للطاقة، وقصف المناطق السكنية- لم يعد هذا الإجراء يدعي حتى الدفاع عن النفس.

وأضافت أن إسرائيل تبرر أفعالها بالقول إن طهران تعد لصنع قنبلة نووية. وإذا صح هذا، فإن إسرائيل تعرف أكثر مما تعرفه الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن ما توصلت إليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن خرق الضمانات له وزن سياسي، ولكنه يفتقر إلى أي ثقل قانوني. ومع ذلك، فإن إسرائيل- التي لا تزال القوة النووية الوحيدة في المنطقة غير المعلنة وغير المنضمة إلى معاهدة حظر الانتشار النووي- تقصف طهران لمنعها من فعل ما لم تعترف به أبدا.

وأشارت "الجارديان" إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب من شأنه أن يرسي سابقة خطيرة، إذ يتصرف القوي كما يشاء ويتحمل الضعيف العواقب - بغض النظر عن الأعراف والقانون. غير أن نتنياهو ربما شعر بأن خياراته تضيق مساحتها. ويكمن الأمر الذي يثير قلقه في أن إيران قد أشارت إلى تنازلات غير مسبوقة خلال محادثاتها مع ترامب. وسواء كان ذلك من باب الضعف أو الحسابات، فقد كان هذا الانفتاح حقيقيا. ومن ثم ربما كان احتمال التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود تحت رقابة صارمة أمرا يفوق قدرة نتنياهو على تحمله.

ومضت الصحيفة تقول إنه بصفته انتهازيا دائما، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة. فقد تم تحييد حزب الله، حليف طهران، وتعطيل دفاعاتها الجوية، فضلا عن خروج بشار الأسد من سوريا، ليفتح بذلك "ممرا" للضربات الجوية. ومع تأمين التنسيق الأمريكي، شن الجيش الإسرائيلي هجومه. وكانت المكافأة لنتنياهو حصوله على دفعة سياسية محلية في الوقت الذي كان ائتلافه على وشك الانهيار.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه في حال تصاعد القتال، فقد تخرج الأمور عن السيطرة، ربما مع اندلاع حرب أهلية في إيران أو صدمة اقتصادية عالمية. وتعتقد طهران أن تبادل الكلام أفضل من تبادل الصواريخ.

ورأت أنه إذا سعت الولايات المتحدة وإيران إلى تحقيق أهداف واقعية، فسيكون التوصل إلى اتفاق حظر انتشار قابل للتحقق في متناول اليد. وكما هو الحال دائما، فالحوار المباشر أفضل من الحرب المباشرة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة