الأربعاء 30 يوليو 2025

مقالات

ثقوب في حائط الجماجم

  • 18-6-2025 | 03:17
طباعة

ما الذي يجعل معظم رؤساء العالم وخاصة الدول الكبرى تنحاز للكيان المحتل؟.. تدعمه بكل الوسائل ماديا ولوجستيا ومعنويا؟ تدعم توسعاته وتغض البصر عن ما يقوم به من إبادة جماعية؟.. تفرش له الأرض وتمهدها ليتوغل ويهدد جيرانه؟.. يفعل ما يشاء وقت ما يشاء وسط حماية دولية جعلته يكسر الشرعية الدولية التي تطبق على كل الدول إلا هو! يمتلك من الأسلحة أشرسها ولا أحد يجرؤ على مجرد الكلام عن التفتيش النووي له؟ في حين التفتيش والتنقيب يحدث داخل النفوس في بعض الدول بل واتخذت منه القوى العالمية حجة لضرب دول وتدمير جيوش.

أعتقد أن هذه الاسئلة طرحت كثيرا والجميع اجتهد في الإجابة عليها لكنها لم تغير من الواقع شيئًا، مزجوا ونسجوا أحاديث تخلط الواقع بالخيال في محاولة الإجابة عنها.
هنا وبعد أن تجاوز الكيان كل الأعراف والمواثيق الدولية بالاعتداء على دول الجوار، علينا أن نحلل ما يحدث، نفسر هذا الانحياز السافر لكل ما يقوم به الكيان الذي أصبح ينشر في الأرض الفساد، وسط تصفيق وتهليل عالمي مع أن العالم منذ قرن كان يعاني أمرّ المعاناة من أبنائه الأشرار، ورغم ذلك صنعوا لهم كيانا وهميا يستولي على الأرض، ليتخلصوا منهم ومما يقومون به من موبقات وفساد ومع ذلك يدعمونهم. 
التفسير الوحيد من وجهة نظري هو امتلاك السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة التى تستخدم التشهير والدعاية كسلاح لا يقهر للكيان وقبله الصهيونية العالمية، هذا السلاح الذي صنع حائطا من جماجم الشهداء في الأرض المحتلة يخفي الحقيقة ويجعل قلة تنظر من ثقوبه ليروا ما يريدون إظهاره فقط، فقد استخدمت الصهيونية العالمية هذا السلاح وطورته من عام 1869 عندما قال الحاخام اليهودي راشورون في أحد المحافل الدولية "إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية"، ومن هنا شرعوا في الاهتمام بالإعلام وكل وسائل الاتصال ليحكموا قبضتهم عليها حتى أنهم وضعوها في بروتوكولاتهم عندما كتبوا: أن تكمم أفواه المطبوعات وتشد وثاقها حتى لا يبقى شيء".
من هنا اهتمت الصهيونية العالمية ومن بعدها الكيان بالإعلام بكل ما به من وسائل وجعلت من رجالها يهتموا بتطويرها لهدف واحد فقط وهو تشويه كل الحقائق وترسيخ كل الجوانب النفسية السلبية لدى شعوب العالم وخاصة المنطقة العربية والإسلامية ، بعد أن أصبحت تتحكم في الإعلام الغربي، وأصبحت المهيمنة على الإعلام الغربي كافة، فقد سيطر اليهود على شبكة "ABC" الأمريكية و شبكة "CBS" الكولموبية وشبكة "NBC"، وهذه الشبكات تسيطر على أمريكا وأمريكا اللاتينية، حتى أن 6 شركات يهودية تمتلك وتتحكم في 96% من الشركات الإعلامية، في حين أن يهود أمريكا لا تتجاوز نسبتهم 2% من مجمل سكان أمريكا، أما بريطانيا وفرنسا وأوروبا بشكل عام فاليهود يمتلكون وسائل الإعلام الأكثر شهرة في العالم، ومنها: "نيويورك تايمز وتيوز ويك وواشنطن بوست وول ستريت جورنال"، ويسيطر عليها رجال الأعمال اليهود وكذلك شبكات الإنترنت.
هنا يكمن الخطر لقيامهم ببث الدعاية بشتى أصنافها، وبكل اتجاهاتها وأصبحت وسيلة لقلب الحقائق وجعل العالم لا يرى إلا بمنظور الثقوب في حائط الجماجم، ليكونوا أداة ضغط على الحكومات في اتخاذ القرارات، هذا فضلا عن رأس المال المتحكم في اقتصاديات العالم، الذي يجعل حتى المتعاطف مع قضايا الحق يغض الطرف عما يقوم به الكيان.