الثلاثاء 29 يوليو 2025

مقالات

الشرق الأوسط بين فكي واشنطن وبكين.. هل آن أوان نهاية الدور الإيراني في خدمة المصالح الأمريكية؟

  • 18-6-2025 | 10:26
طباعة

يترقب العالم دخول الولايات المتحدة الحرب لإنقاذ ماء وجه إسرائيل، ووضع السطر الأخير في رواية تقسيم الشرق الأوسط، فهل تتدخل الولايات المتحدة وتخسر إيران كفاعل دولي استطاع منذ عقود أن يكون الطرف الآخر في معادلة المنطقة؟ أم أنها ما زالت تنظر إليها كأحد عناصر "محور الشر" كما أطلق عليها جورج بوش الابن؟

 

ما يفعله ترامب الآن، وإن دخل الحرب ودمر البنية التحتية للمنشآت النووية الإيرانية وقلم أظافر النظام، فإن الخاسر الأول ستكون الولايات المتحدة، فلولا قوة إيران، لما انهار الجيش العراقي؛ فأول من دق المسمار في نعش الجيش العراقي كانت حرب الخليج الأولى – الحرب العراقية الإيرانية – التي بدأت عام 1980 واستمرت حتى عام 1988، والتي تركت الجيش العراقي والاقتصاد شبه منهارين.

 

لقد سمح التمدد الإيراني في الخليج العربي بانتشار القواعد الأمريكية من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر، بحجة حماية المصالح. فما قدمته إيران من "خدمات" للولايات المتحدة على مدار أربعة عقود لا يمكن تعويضه بقوة أخرى، خاصة في ظل غياب لاعب إقليمي يمكنه أن يؤدي نفس الدور؛ فلا توجد دولة إسلامية أو عربية في المنطقة تمتلك نفس المواصفات التي تميز إيران.

 

فهي تشترك مع شعوب المنطقة في الدين، رغم اختلاف المذهب واللغة، ما يسهل على الولايات المتحدة ممارسة لعبتها التقليدية: التسلل عبر الخلافات الطائفية والمذهبية، وتوسيع رقعة الانقسامات بين الدول، لذلك، فإن الرئيس الأمريكي إما يسعى إلى مغامرة غير محسوبة، أو أن الولايات المتحدة تضع لمسات خريطة جديدة للمنطقة، تنهي بها صراع ملء الفراغ في مواجهة الصين، في سباق على النفوذ يمتد من الهند وباكستان شرقًا، مرورًا بإيران، حتى سوريا ولبنان، بهدف القضاء على مشروع "طريق الحرير".

 

وهنا يبرز تساؤل: هل تستبدل الولايات المتحدة إيران كذريعة لتدخلها في المنطقة، بطريق التوابل الممتد من الهند مرورًا بالدول العربية، لتفرض سيطرتها الكاملة في ظل تنافسها الشرس مع الصين؟ ويبقى على دول المنطقة أن تعمل على استخلاص رؤية واضحة لمستقبلها، كتلة لها تاريخ مشترك، فلا يمكن أن يُبنى مستقبلها على التفكك.

 

لقد كانت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي سبّاقة في رسم رؤية واضحة منذ عام 2014، فبادرت بالتسليح وتقدير المخاطر المحدقة، بالنظر إلى خريطة الإقليم وتنازع القوى الكبرى، ومعرفة موقعنا من هذه الخارطة. واليوم، أصبحت مصر من أقوى القوى الصاعدة، تسير في الطريق الصحيح على مختلف الأصعدة.

 

نرى أهوال الحروب تشتعل من حولنا في منطقة تموج بالصراعات، لكننا – بفضل الله، ثم بفضل الرؤية والتخطيط السليم – لم نتضرر، وسنمضي بثبات نحو مستقبل آمن ومستقر.

الاكثر قراءة