وسط تشاغل العالم في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، يُمعن الاحتلال في إبادة فلسطينيي قطاع غزة، فمنذ بدء الصراع بين الطرفين يوم الجمعة الماضية، قتلت إسرائيل نحو 500 فلسطيني بدم بارد، وفق ما أفادت به معطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، حتى أمس الخميس.
أسبوع دامٍ
ورغم الضربات القاصمة العديدة التي تتلقاها الجبهة الداخلية الإسرائيلية من طهران، ردًا على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها، فإن ذلك لم يمنع "تل أبيب" من مواصلة ارتكاب المجازر في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة جماعية منذ أكثر من 21 شهرًا، وسط حالة من العجز الدولي.
وعند رصد معطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، اعتبارًا من يوم الجمعة الماضي، وهو تاريخ بدء الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حتى الخميس الماضي، نجد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوقع في هذه الفترة الزمنية القصيرة أكثر من 500 فلسطيني شهيد، إلى جانب مئات المصابين.
ففي يوم السبت الماضي، أفادت وزارة الصحة بغزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال 48 ساعة ماضية، أوقع 90 شهيدًا، فضلًا عن 605 مصابين.
بينما أفادت الأحد بسقوط 65 شهيدًا، فضلًا عن 315 مصابًا، في حين أن الاثنين سقط 68 شهيدًا، بجانب 182 مصابًا، بحسب ذات المصدر.
وفي يوم الثلاثاء، سقط 61 شهيدًا، بالإضافة إلى 397 مصابًا، أما الأربعاء، فسقط 144 شهيدًا، إلى جانب 560 مصابًا.
والخميس، سقط 69 شهيدًا، بجانب 221 مصابًا، بينما لم تصدر الحصيلة الرسمية بشأن يوم الجمعة بعد.
وإجمالًا، تكون إسرائيل قد أوقعت في هذا الأسبوع الدامي 497 شهيدًا، و2,280 مصابًا، مستغلة انشغال العالم في متابعة تطورات حربها مع إيران.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 55,706 شهداء و130,101 مصاب، حسب وزارة الصحة.
وكان العالم يراقب عن كثب تطورات الأوضاع في قطاع غزة، لا سيما ما يتصل بالوضع الإنساني، في ظل قطع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية إلى هناك بشكل كامل، إلا أنه مع بدء الحرب مع إيران توجهت الأنظار صوب موضع آخر.
مجازر متكررة
وفي غضون ذلك، أكدت حركة حماس، أن الاحتلال لا يستهدف سوى المدنيين العزّل، ويُمعن عمدًا في قتل العشرات منهم يوميًا، في إطار سياسة دموية ممنهجة، تهدف إلى إبقاء المشهد الوحشي قائمًا ومتفاقمًا. وأضافت أن قتل الأطفال والنساء والأبرياء يمثل هدفًا ثابتًا لجيش الاحتلال، وعنوانًا رئيسيًا لحربه الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان صادر اليوم، اتهمت فيه "حماس" جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب سلسلة من المجازر المروعة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 40 فلسطينيًا، جراء استهداف منازل المدنيين وخيام النازحين، إلى جانب إطلاق النار المباشر على المتجمعين حول مراكز المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها القوات الصهيونية الأمريكية.
ودعت "حماس" المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها، وتوثيق هذه المجازر والانتهاكات، والعمل على رفع دعاوى قضائية ضد قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية والوطنية، ومحاسبتهم كمجرمي حرب.
كما جدّدت الحركة دعوتها للشعوب العربية والإسلامية، ولكافة أحرار العالم، من أجل تصعيد الضغط على الاحتلال وداعميه في كل المحافل، والعمل على عزله ومقاطعته، وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في معركته لنيل الحرية والكرامة وتقرير المصير.