تنطلق الدورة الثانية للملتقى الدولي السنوي للزراعة الذكية الخضراء "أجريتك"، الثلاثاء المقبل 24 يونيو بالقاهرة، برعاية وزراء الزراعة والري والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويشهد الملتقى مشاركة دولية واسعة ويستهدف دمج الشباب والمرأة والعمل على توعية المزارعين بأهمية استخدام الزراعة الذكية وعرض للابتكارات الشركات الزراعية الناشئة.
وقال رئيس اللجنة المنظمة للملتقى رئيس جامعة بنها الأسبق، الدكتور علي شمس الدين، في بيان اليوم السبت، إن العالم يهتم بالممارسات البيئية والمناخية المنضبطة تماشيا مع التعهدات الدولية المرتبطة بتقليل الانبعاثات، وما انتهت إليه مؤتمرات قمة المناخ 27 COP بشرم الشيخ و28 COP بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك ما قبلها من مؤتمرات وتعهدات للأطراف وهدف حد أقصى 1.5 درجة مئوية حتى 2030.
وأشار شمس الدين إلى أن قطاع الزراعة واحدٌ من أهم القطاعات التي تستوجب التطوير والتحول للزراعة الخضراء والذكية، والتوسع في التحول للطاقة المتجددة مع مضاعفة معدل كفاءة الطاقة وتسريع جهود إنشاء أنظمة طاقة خالية من الانبعاثات واستخدام تكنولوجيات المرونة والتخفيف في جميع مجالات الزراعة والإنتاج الغذائي.
وأضاف أن الملتقى يهتم في أغلب الجلسات بمناقشة فرص التعاون الدولي ودور شركاء التنمية الدوليين وآفاق الجهود الدولية للشراكة الاستراتيجية الشاملة وذلك في وجود ممثلي منظمة الزراعة والغذاء (الفاو) ومنظمة (الايفاد) التابعتين للأمم المتحدة والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة (أكساد) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعين لجامعة الدول العربية وممثلي الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي أي زد) ووزارة الزراعة الهولندية وفنلندا وممثلي السفارة الإيطالية والفرنسية والكندية وأكثر من 15 دولة عربية وإفريقية.
من جانبه، أكد نقيب الزراعيين والمدير الإقليمي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة آكساد، سيد خليفة، أن ملتقى "أجريتك 2025" يتيح الفرصة للمهندسين الزراعيين للاطلاع على الجديد في مشروعات الزراعة الذكية والتكنولوجيا الزراعية الخضراء، وسيناقش الملتقى فرص التعاون مع الأخوة الزراعيين العرب والأفارقة وتجارب ترشيد استخدام الموارد المائية والري واستخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة وكفاءة تحول الطاقة والابتكار في مزيج الطاقة من أجل إنتاج غذاء عربي وإفريقي كافٍ مع الامتثال الكامل للتحول العالمي المعاصر للطاقة والتعهدات المتعلقة بتغير المناخ وخفض الانبعاثات الكربونية.
وأشار خليفة إلى أن مشاركة نقابة الزراعة في تنظيم ملتقى "أجريتك" للعام الثاني على التوالي يأتي في إطار مساندة جهود الدولة المصرية التي تضع قضية التنمية الزراعية في مقدمة أولوياتها، حيث تم تنفيذ عدد من البرامج والمشروعات القومية الطموحة مثل المشروع القومي للاستصلاح الزراعي، الذي يشتمل على مشروعات الريف المصري: استصلاح مليون ونصف فدان، ومشروع الدلتا الجديدة، ومشروع التوسع الزراعي في سيناء حوالي نصف مليون فدان، وكذلك مشروع الـ100 ألف صوبة والمشروع القومي لتطوير الري الحقلي وترشيد استخدام مياه الري في الزراعة، بالإضافة للمشروعات والبرامج القومية لتنمية المحاصيل الحقلية والمحاصيل البستانية والمشروعات القومية لإنتاج تقاوي الخضر ومحاصيل الفاكهة والنباتات الطبية والعطرية والأشجار الخشبية.
وأضاف أن النقابة العامة للمهندسين الزراعيين - من واقع مسؤوليتها - تسعى لتنسيق جهود المعنيين بالإنتاج الزراعي، والشركاء الدوليين والبناء على ما تحقق مؤخرا من نجاحات كبيرة في ملف الصادرات الزراعية وازدياد ثقة الأسواق في المنتجات الزراعية المصرية؛ إذ تصدر مصر منتجات زراعية إلى أكثر من 120 دولة ووصلت الصادرات إلى ما يقرب من 6 ملايين طن الموسم الماضي لحوالي 400 منتج زراعي، كما أولت الحكومة المصرية اهتماما كبيرا لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك مشروعات الأمونيا والهيدروجين الأخضر ضمن جهود التحول من الوقود الأحفوري للطاقة الخضراء.
يذكر أن الملتقى يعقد على مدى يومي 24 و 25 يونيو الجاري، ويناقش فرص وأهمية التعاون الدولي والشراكات ونماذج النجاح في المشروعات الدولية المشتركة وقضية التغيرات المناخية وتأثيراتها على الزراعة المصرية والحد من الانبعاثات وجهود امتصاص الكربون والتحديات والفرص الاقتصادية عموما، والإجراءات العملية الواجب اتخاذها من قبل الإدارة والمنتجين والمصدرين للالتزام بالتعهدات الدولية لما لذلك من تأثيرات اقتصادية مستقبلية.
كما يناقش الملتقى قضايا الأمن الغذائي في دور التقدم التكنولوجي الرقمي المتسارع وتقدم البحث العلمي والابتكار وحلول ترشيد الموارد وحماية الأراضي الزراعية، كما يولي الملتقى الدولي السنوي "أجريتك" في دورته الثانية قضية التقاوي وإنتاجها وتوافرها والبنية العلمية والعملية اللازمة ومدى تنفيذ سياسة الدولة المعلنة في محور إنتاج التقاوي.
كما يناقش خبراء وزارة الري ومعهد بحوث الري مع خبراء الزراعة والمزارعين والخبراء الدوليين السياسات العامة لتوفير وترشيد استخدامات المياه وكفاءتها والتجارب الدولية الناجحة والنماذج الرائدة في كفاءة المياه والطاقة لتحقيق أعلى معدلات الإنتاج والأمن الغذائي.