السبت 21 يونيو 2025

تحقيقات

طهران تربط التفاوض بوقف العدوان: لا مفاوضات تحت النيران

  • 21-6-2025 | 16:19

طهران

طباعة
  • محمود غانم

كانت رسالة إيران واضحة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على أراضيها بدعم أمريكي من خلف الكواليس، حيث أكدت أنه لا سبيل للتفاوض بشأن برنامجها النووي دون وقف الهجمات الإسرائيلية، وهي معادلة واضحة لمن يعقلها.

وعقب العدوان الإسرائيلي الواسع الذي طال أراضيها –بما فيها من منشآت نووية– الجمعة قبل الماضية، أعلنت طهران، تعليق المباحثات النووية مع الولايات المتحدة، التي كانت قد بدأت قبل نحو شهرين، تيقنًا بأن هذا العدوان لم يكن ليحدث إلا بدعم أمريكي.

لكن في مقابل ذلك، تريد الولايات المتحدة أن تجلب إيران إلى استكمال المفاوضات النووية تحت النيران الإسرائيلية، حتى تستطيع أن تملي عليها ما تريد.

ومن جانبها، أكدت طهران أن أمر استكمال المفاوضات النووية متروك للأمريكيين، ففي حال أرادوا ذلك عليهم مطالبة إسرائيل بوقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية.

 

قرار التفاوض بأيديكم

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن القرار بات في يد الولايات المتحدة لتحديد ما إذا كانت جادة في التفاوض أو تخطط لمهاجمة إيران.

ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن عراقجي قوله إن إيران كانت منخرطة في المسار الدبلوماسي مع واشنطن حين تعرضت لهجوم إسرائيلي، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى التواصل مع تل أبيب لوقف هذا الهجوم.

وأضاف أن طهران باتت تعتقد أن الدبلوماسية الأمريكية لم تكن سوى غطاء للهجمات الإسرائيلية، مؤكدًا وجود حالة من انعدام الثقة حاليًا مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى احتمال وجود مخطط أمريكي للهجوم على إيران، وأن واشنطن استخدمت المفاوضات كغطاء لذلك، معتبرًا أن العودة إلى المسار الدبلوماسي لن تكون ممكنة إلا بعد توقف العدوان ومحاسبة المعتدي.

ورغم ذلك، عبّر عراقجي عن احترامه للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، واصفًا إياه بأنه "رجل طيب" ويمكن التعاون معه.

وشدد على أن التكنولوجيا النووية تم تطويرها بإمكانات إيرانية خالصة، وأن بلاده قادرة على إعادة بناء ما تم تدميره.

حديث عراقجي جاء في وقت أمهل فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طهران مهلة لا تتجاوز أسبوعين قبل حدوث تدخل عسكري أمريكي محتمل ضدها، حيث يريد استكمال المفاوضات النووية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتريد إسرائيل جر الولايات المتحدة إلى الانضمام إلى الصراع بشكل مباشر، وذلك بعد أن عجزت عن تدمير منشآت طهران النووية المحصنة تحت الأرض، وهي قدرة لا تمتلكها إلا واشنطن.

وفي هذا الشأن، قال ترامب، إن لدى إسرائيل قدرة محدودة على تنفيذ ضربات تحت الأرض، مؤكدًا أنه "سيرى ما سيحدث، وربما لا تكون هناك حاجة للتدخل".

وأضاف أن من الصعب جدًا مطالبة إسرائيل بوقف غاراتها الجوية إذا كانت واشنطن جادة في التفاوض مع طهران، بالرغم من أن إيران تؤكد أن ذلك السبيل الوحيد للعودة إلى المفاوضات.

 

مفاوضات متعثرة

وجاء الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية في لحظة تواجه فيها المفاوضات النووية لحظة حرجة، فبينما كانت الولايات المتحدة تؤكد ضرورة أن يخلو أي اتفاق من السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم، تشدد الأخيرة على أن ذلك حق مكفول لها بموجب القانون الدولي، وغير قابل للتفاوض.

وما تزال الولايات المتحدة تتمسك إلى الآن بموقفها الرافض لتخصيب طهران لليورانيوم ضمن أي اتفاق محتمل، كما أن طهران لا تزال كذلك تتمسك بحقها في التخصيب.

وعوضًا عن ذلك، طرحت طهران تقييد تخصيبها لليورانيوم بطريقة مشابهة للاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.

 

هجمات إسرائيل على المنشآت النووية

ومنذ أكثر من أسبوع، تواصل إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية بشكل علني، بيد أنها لا تزال عاجزة عن تحقيق الدمار المرجو فيها، رغم أنها نجحت في الإضرار بها.

ومن جانبها، حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خطورة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المنشآت النووية في إيران، مؤكدة أن هذه الضربات تسببت في "تدهور حاد في مستوى السلامة والأمن النوويين".

وأكدت أنّ الهجمات التي بدأت قبل أسبوع لم تُسفر حتى الآن عن تسرّب إشعاعي يؤثر على السكان، لكنها أشارت إلى أنّ "خطر وقوع ذلك لا يزال قائمًا".

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة