تمكن صياد من اكتشاف جبل جليدي أسود غامض يقع وسط المياه المتجمدة قبالة ساحل لابرادور في كندا، ليتحدى المفاهيم التقليدية لتكوينات الجليد في القطب الشمالي.
أثناء الإبحار قرب قناة هوبديل بالقرب من كاربونير، صادف الصياد المخضرم هالور أنطونيوسن، ما وصفه بتشكيل جليدي أسود منحوت بإتقان يبرز من المحيط كناطحة سحاب.
وقد تأثر أنطونيوسن، ابن جزر فارو، بخبرته البحرية الممتدة لخمسة عقود، بهذا المنظر النادر تأثرًا واضحًا.
وحسب عالم الجليد ليف تاراسوف، اكتسب الجبل الجليدي هذا اللون بسبب عمره الطويل، إذ يرجح أن عمره يصل إلى 100 ألف عام. وقد يكون السبب وجود خليط من الرماد أو السخام والأوساخ فيه.
وبما أن الجبال الجليدية السوداء نادرة جداً فلن يكون بالإمكان تحديد السبب الدقيق إلا بعد أن يعثر العلماء على هذه الكتلة الجليدية أو على كتلة مماثلة.
وذكر موقع «ساينس ألرت» الإلكتروني أن اللون الأبيض المعتاد للجبال الجليدية يرتبط بتشبع الكتل الجليدية «الحديثة» بالهواء. ولكن مع تقدمها في العمر، ينزاح الهواء، ما يجعلها شفافة وتبدأ بنقل الضوء. وفي هذه الحالة، تمتص موجات الضوء الأحمر، وتتناثر الموجات الزرقاء، ما يسبب اكتساب الجبال الجليدية لوناً يميل إلى الزرقة مع تقدمها في العمر.
ينتظر المجتمع العلمي بفارغ الصبر إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الظاهرة. ويتطلب التحليل الشامل تحديد موقع جبل جليدي مشابه آخر وإجراء دراسات ميدانية.
ومن شأن هذا البحث أن يكشف عن معلومات قيّمة حول تاريخ مناخ الأرض، على غرار ما أعادت به رحلات ناسا الاستكشافية إلى المريخ تشكيل فهمنا لتطور الكواكب .
قد يحتوي الجبل الجليدي الأسود أيضًا على كائنات دقيقة محفوظة أو عينات جوية من آلاف السنين، مما يُتيح فهمًا أعمق للظروف البيئية القديمة.
وتعكس هذه الأهمية البيولوجية المحتملة الاكتشافات الحديثة لكائنات حية في بيئات تحت الماء شديدة القسوة ، مما يُظهر قدرة الطبيعة المذهلة على التكيف.