أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إدانته المطلقة للضربة الأمريكية الأخيرة لإيران، مؤكدًا أن هذه الضربة تمثل سقوطًا لفكرة فرض السلام بالقوة العسكرية، وأنه لا يمكن سلب الحقوق بالقوة، وإنما يتم سلبها حين يتنازل عنها أصحابها، وأن هذا العمل الأمريكي هو عمل استعراضي تهدف من خلاله القوة الأمريكية إلى فرض خطة أكبر للمنطقة تقوم على سيطرة الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة، وأن هناك فرقا كبيرا بين الاستسلام للواقع والتسليم به ومجابهته.
وقال الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: "إن الثقافة التي تنادي بالمقاومة والدفاع عن الحق هي الثقافة التي بنت الأوطان، وهي الثقافة التي يمكن أن نتكئ عليها لبناء المستقبل، وهي الثقافة التي يتبناها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأن إقدام الأمريكيين على ضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية لا يمكن أن يفرض أمرا واقعا، لأن من بنى هذه المواقع سابقا يستطيع أن يبني مثيلاتها مجددا، وأن سياسة استهداف العلماء وقتلهم واستهداف البنية العلمية والفكرية التي سبق أن حاولوا تنفيذها في مصر منذ الستينيات وحتى الآن، وكذلك في العراق وفي سوريا، سواء بضرب المفاعل النووي العراقي أو باستهداف العلماء العراقيين والسوريين، سياسة غير مجدية، لأن الأجيال تتعاقب، ويسلم بعضها بعضا ما دامت فكرة المقاومة الوطنية حاضرة في العقول والقلوب والخطاب الوطني، كما يؤكد أن هذه الاعتداءات لا يمكن أن تنسينا ما يحدث كل يوم في فلسطين الصامدة عامة، وفي غزة الصامدة بصفة خاصة، فإن هذه الهجمات لا يمكن أن تلفت الانتباه عن حرب الإبادة النازية التي تمارس الآن ضد شعبنا العربي في فلسطين".
وأضاف أنه إن صح أن هناك نجاحًا عسكريًا بسبب التفوق في القوة الغاشمة، فإن هذا لا يمكن أن يشكل نجاحا سياسيا على المدى الطويل، فما هذه إلا معركة صغيرة في سياق صراع طويل ممتد.
وثمن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب موقف مصر في مطالبتها بإلغاء ما يسمى بحق الفيتو بعد كل هذه الاستخدامات الضالة لهذا الحق الذي أسهم في ترسيخ الظلم وسرقة مقدرات شعوب كثيرة من العالم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني البطل..
وأشار إلى إن ما حدث أمام أنظار العالم بالاعتداء على دولة ذات سيادة يسجل سقطة جديدة لما يسمى السياسة الدولية، ولجميع المنظمات والهيئات الإقليمية التي وقفت دون حراك أمام هذا الاعتداء السافر على دول ذات سيادة، لقد قامت هذه الهجمة المشؤومة بتمزيق المواثيق الدولية كافة، وهي تمثل ورما سرطانيا خبيثا في ضمير العالم الحر، وصفحة سوداء في التاريخ المعاصر.
وتابع أن هذا المنطق إذا تم قبوله، فإن هذا يعني أنه لا يوجد دولة مستثناة من هذا الاستهداف الأمريكي إذا لم تنتهج نهجا سياسيا ترضاه أمريكا، كما يعني تنصيب الولايات المتحدة الشرطي الأوحد في العالم الذي يحق له معاقبة كل من لا يرضى عن سلوكه السياسي أو الاقتصادي، أو لا يتفق مع رؤاه على المستويات كافة، وإن السلوك غير الدستوري الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل إساءة بالغة للشعب الأمريكي ذاته قبل أن يمثل اعتداء سافرا على القيم الدولية والإنسانية في العالم كله.
وخلص الاتحاد إلى طرح سؤال حول الأحداث المتوالية منذ بدء الضربة الإسرائيلية الأمريكية على إيران، هل يتحمل العالم الرأسمالي تكلفة هذه الحرب العدوانية الغاشمة؟ أم أنها قد دفعت له مسبقا، أم سوف تدفع لاحقا؟! المجد للمقاومة والصمود والتمسك بالحق وعدم التفريط في السيادة.