الأربعاء 30 يوليو 2025

عرب وعالم

فريق تفتيش أمريكي يصل إلى كييف للتحقيق في مصير المساعدات البالغة 133 مليار دولار

  • 23-6-2025 | 13:59

أمريكا

طباعة
  • دار الهلال

وصل فريق من المفتشين الأمريكيين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم /الاثنين/، في مهمة رسمية تهدف إلى تتبّع كيفية استخدام المساعدات الأمريكية التي تدفقت إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، والتي قُدّرت قيمتها الإجمالية بنحو 133 مليار دولار.

وبحسب تقرير لمنصة "البلقان" الإخبارية، فإن هذه الخطوة تأتي وسط تصاعد المخاوف داخل الولايات المتحدة بشأن غياب الشفافية والمساءلة عن أوجه إنفاق تلك الأموال، والتي تم تخصيصها لدعم أوكرانيا عسكريًا وإنسانيًا في مواجهة العمليات العسكرية الروسية. 

وعلى مدار السنوات الماضية، شابت وزارة الدفاع الأوكرانية فضائح فساد متعددة، وكان أبرزها في عام 2024 حين تم اكتشاف شراء بيض بأربعة أضعاف سعره السوقي، إلى جانب صفقات مبالغ فيها لسترات شتوية معطوبة، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف في سبتمبر من نفس العام ضمن حملة تطهير في المؤسستين العسكرية والإدارية، رغم عدم توجيه اتهامات مباشرة له.

ويشرف على عملية التدقيق نحو 80 إلى 100 موظف، وفق تقارير إعلامية، حيث تشمل مراجعتهم الصارمة كافة أوجه الصرف في مجالات الدعم العسكري، واللوجستي، والمساعدات الإنسانية، والأمنية.

ومن المتوقع أن تستغرق المهمة شهرًا، حيث يقيم الفريق في فندق "هيلتون كييف" الفاخر، بميزانية بلغت 814,806 دولار أمريكي لتغطية تكاليف الإقامة فقط، بحسب ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية.

وكانت واشنطن قد بدأت منذ أوائل عام 2023 في ربط مساعداتها لأوكرانيا بشروط رقابية مشددة، وخصوصًا بعد توقف التمويل مؤقتًا ونقاشات الكونجرس الأمريكي بشأن حزمة إنقاذ طارئة بقيمة 60 مليار دولار، خُصص جزء منها لإنشاء آليات تدقيق ومحاسبة مالية دقيقة.

وتتزامن عملية التدقيق مع تزايد الضغوط من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حكومة زيلينسكي؛ لدفعها نحو التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا. 

ويعتقد بعض المحللين أن هذه الضغوط، بما في ذلك التدقيق المالي، قد تكون وسيلة لدفع كييف إلى إبرام ما وصف بـ"صفقة سريعة وغير مثالية" مع موسكو، وهو ما لا يزال يرفضه الرئيس الأوكراني حتى الآن.

وفي شهادة أمام الكونجرس، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، على أن إدارة ترامب لن تتسامح مع غياب الشفافية، مؤكدًا أن "كل سنت من المساعدات سيخضع للتدقيق"، محذرًا من أنه "إذا تبين وجود مخالفات أو اختلاسات، ستكون هناك عواقب".

وتعكس هذه الخطوة تحوّلًا في المزاج الأمريكي تجاه أوكرانيا، حيث لم تعد المساعدات تمنح دون شروط، وسط انتقادات متزايدة من الداخل الأمريكي بشأن جدوى استمرار الدعم دون رقابة مشددة.

الاكثر قراءة