قال هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، إن تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط يعيد إلى الواجهة مجددًا المخاطر الجسيمة التي تهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية، محذرًا من أن العالم يقترب من سيناريو بالغ الخطورة قد يرفع أسعار الوقود إلى مستويات غير مسبوقة.
وأوضح أبو الفتوح في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن التهديدات المتزايدة من الجانب الإيراني بإغلاق مضيق هرمز – الذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية – تمثل تحديًا استراتيجيًا للاقتصاد العالمي، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية.
وأشار إلى أن موافقة البرلمان الإيراني مبدئيًا على إغلاق المضيق، في انتظار قرار المجلس الأعلى للأمن القومي، وتزامن ذلك مع تصريحات حادة من مسؤولين في الحرس الثوري، وعلى رأسهم اللواء إسماعيل كوثري الذي أكد أن "جميع الخيارات مطروحة"، يعكس حجم التوتر والخطر الكامن في المرحلة المقبلة.
وأكد أبو الفتوح أن التأثيرات الاقتصادية المباشرة بدأت تظهر بالفعل، إذ سجلت أسعار النفط قفزة نحو 80 دولارًا للبرميل، فيما يتوقع عدد من خبراء الطاقة أن تتجاوز حاجز 90 دولارًا في حال استمرار التصعيد خلال الأسابيع القادمة.
وأضاف أن الدول الآسيوية الكبرى مثل الصين والهند – والتي تعتمد على مضيق هرمز لتأمين أكثر من 70% من وارداتها النفطية – ستكون من بين الأكثر تضررًا، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية كبرى، فضلاً عن التأثير المحتمل على حركة الملاحة الدولية، وخاصة عبر قناة السويس، وهو ما سينعكس بدوره على عدد من الدول بينها مصر.
وتابع الخبير المصرفي: "بدأنا نرصد بالفعل ارتفاعًا تدريجيًا في تكاليف الوقود في بعض الأسواق العالمية، وهو ما يعكس المخاوف الحقيقية من مستقبل الأزمة".
وعن البدائل المحتملة، أوضح أبو الفتوح أن خطوط الأنابيب السعودية والإماراتية قد تمثل مخرجًا جزئيًا لتخفيف تداعيات إغلاق المضيق، لكنها غير قادرة وحدها على استيعاب حجم الشحنات الهائل الذي يمر عبر المضيق والذي يبلغ نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا.
وأكد هاني أبو الفتوح أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الوضع الحالي مجرد مرحلة من التصعيد المؤقت أم أننا بصدد تحول طويل الأمد في مشهد الطاقة العالمي.
وشدد على أن أي اتساع محتمل في نطاق الصراع بدعم أميركي قد يفتح أبوابًا جديدة من التعقيد، سيكون لها أثر بالغ في أسواق النفط والاقتصاد العالمي بأكمله.