بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على رحيل المخرج الكبير عاطف الطيب، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من خلال قطاع الإنتاج الوثائقي، عن قرب عرض فيلم وثائقي جديد يروي سيرة واحد من أبرز رموز السينما الواقعية في مصر، وذلك عبر شاشة قناة "الوثائقية".
الفيلم يفتح نافذة على العالم الشخصي والمهني لعاطف الطيب، بدءًا من نشأته في كنف أسرة بسيطة، وهي البيئة التي ساهمت بعمق في تشكيل وعيه الفني والاجتماعي، وانعكست لاحقًا في أعماله السينمائية التي امتزج فيها الواقع بالدراما الصادقة.
ويتتبع العمل أبرز المحطات في حياته، من التحاقه بالمعهد العالي للسينما في الستينيات، إلى انخراطه في عالم السينما التسجيلية، حيث شارك في توثيق لحظات حاسمة خلال حرب أكتوبر 1973 كما يُسلط الفيلم الضوء على تجربته كمساعد للمخرجين الكبيرين يوسف شاهين وشادي عبد السلام، وهي تجارب شكلت قاعدة فنية متينة مهدت لانطلاقه كمخرج سينمائي مستقل.
انطلقت رحلته مع السينما الروائية بفيلم "الغيرة القاتلة" عام 1982، لتتوالى بعده مجموعة من الأعمال التي أصبحت علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، من بينها: "سواق الأتوبيس"، "الهروب"، "البريء"، "ليلة ساخنة"، و"جبر الخواطر" – الفيلم الذي لم يُكتب له مشاهدة عرضه قبل وفاته.
هذا العمل الوثائقي يأتي بمثابة توثيق فني وإنساني لمسيرة مخرج آمن بأن السينما يجب أن تكون مرآة المجتمع، وبقيت أفلامه شاهدة على قضايا الناس وهمومهم، مما جعله رمزًا خالدًا في الذاكرة السينمائية المصرية والعربية.