يصادف اليوم الثلاثاء 24 يونيو ميلاد الفنان احمد عبد العزيز حيث وُلد في مثل هذا اليوم عام 1955 بحي محرم بك بمحافظة الإسكندرية، ليبدأ مسيرة فنية أثرت الدراما المصرية بأعمال خالدة.
لقب الجمهور والنقاد أحمد عبد العزيز بـ"فارس الدراما"، بعدما قدم على مدار أكثر من ثلاثة عقود نخبة من أبرز المسلسلات في العصر الذهبي للدراما المصرية، ما بين الدراما الاجتماعية، والتاريخية، والدينية، ونجح في أن يكون النجم الأول لشهر رمضان، حيث كانت الشوارع تخلو من المارة وقت عرض أعماله.
من خلال أعماله، استطاع أن يمنح أي مسلسل يشارك فيه "جواز مرور" إلى قلوب المشاهدين، فاختياراته الدقيقة جعلت من معظم أدواره علامات فنية يصعب تكرارها. من أبرز أعماله: الوسية، المال والبنون، ذئاب الجبل، مين ميحبش فاطمة، السيرة الهلالية، سوق العصر، الفرسان، وجبر الخواطر، وغيرها من الأعمال التي رسخت مكانته في وجدان الجمهور.
من المسرح الجامعي إلى بطل الشاشة الصغيرة
بدأ عشق أحمد عبد العزيز للفن مبكرًا خلال دراسته الجامعية بكلية التجارة، حيث شارك في عدد من المسرحيات، ونال جائزة "أفضل ممثل" على مستوى الجامعات عام 1976 عن أدائه لدور "هاملت"، وكرّمه الفنان عبد الرحيم الزرقاني، الذي كان ضمن لجنة التحكيم، وعبّر له عن إعجابه الشديد بموهبته ومنحه شلنًا فضيًا تذكاريًا.
التحق بعد ذلك بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل في البيت الفني للمسرح، حيث قدم أكثر من 20 مسرحية كممثل ومخرج على مسرح الطليعة، قبل أن ينطلق إلى الشاشة من خلال فيلم "بيت القاضي"، بترشيح من صديقه الفنان الراحل فاروق الفيشاوي.
قطز والبدرى وإخناتون.. أدوار خلدها التاريخ
ارتبط الجمهور بالفنان أحمد عبد العزيز من خلال الشخصيات التي قدّمها وجعل منها رموزًا، مثل: قطز في "الفرسان"، وأبو زيد الهلالي، ويوسف عباس الضو، والبدرى أبو بدار، واللواء جلال خطاب. ويعتبر كثيرون أن تجسيده لشخصية "قطز" كان من أبرز محطاته، خاصة المشهد الذي قُتل فيه على يد بيبرس، والذي أبكى الملايين.
وكشف عبد العزيز في تصريحات صحفية أن المخرج الراحل شادي عبد السلام كان قد رشحه لتجسيد شخصية إخناتون في مشروع سينمائي كبير بعد مشاهدته له في فيلم "الطوق والإسورة"، لكن وفاة شادي أوقفت المشروع. بعد ذلك، قدم الشخصية نفسها في مسلسل "لا إله إلا الله"، من إخراج ممدوح مراد، وهو الدور الذي يعتبره تحولًا في مسيرته.
كواليس وأسرار لم تُروَ من قبل
في حديثه عن مسلسل "المال والبنون"، روى عبد العزيز موقفًا طريفًا ومؤثرًا في آنٍ واحد، حين صادف شخصًا في أحد التجمعات تبين أنه أسير سابق في حرب 67، ومن خلاله استوحى تفاصيل مشهد تعذيب بطله "يوسف" في المسلسل، وهو المشهد الذي تم تصويره من أول مرة دون إعادة.
أما عن "ذئاب الجبل"، فقال عبد العزيز إن اختيار شخصية "البدرى أبو بدار" جاء بتدبير قدري، إذ التقى أثناء زيارته لأسوان بمراكبي صعيدي أبدى إعجابه به، وتمنى أن يراه في دور صعيدي، وبعدها بيوم واحد تلقى اتصالًا من المخرج مجدي أبو عميرة يعرض عليه المشاركة في المسلسل.
وأضاف: "كان الاختيار بين دور 'حاتم' أو 'البدرى'، واخترت الثاني وشعرت بأن المسلسل رسالة من السماء. والناس لا تزال تناديني حتى اليوم باسم بدرى أبو بدار".