من كلمات طيب الذكر “صلاح جاهين”، ولحن العظيم “رياض السنباطى” ، تغنت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم “ثوار .. ثوار .. ولأخر مدى / ثوار مطرح ما نمشي يفتح النوار / ننهض فى كل صباح بحلم جديد..“
معبرة الكلمات، ننهض فى كل صباح بحلم جديد، وننام على أمل، لا ينطفئ لنا حلم ولا يؤد أمل، وعيش بالأمل..
لم تحاصر ثورة شعبية تاريخيا مثلما تحاصر ثورة (٣٠ يونيو)، وطوال أكثر من عشر سنوات عجاف مضت فى نضالات لإثبات الحق المصرى فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
من حقنا نعيش كما تعيش الشعوب والدول التى ثارت وفاضت ثورتها تروى الوديان، تخصب أرضها وتطرح ثمرها لرفاهية شعوبها.
أنظر إلى الخريطة المصرية الآن والحصار مضروب، والحدود ساخنة، والمؤامرات من كل حدب وصوب، تحيلك من فورك إلى حصار (ثورة يوليو) مباشرة.
أنظر إلى وجه “جمل الحمول” الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكأنك تنظر لوجه خالد الذكر جمال عبد الناصر، كلاهما حمل الأمانة التاريخية يستحقان وصفا شعبيا “حمال الآسية”.
معلوم القوى الغربية لا تطيق مصر حاضرة، وتتحسب لمصر عبد الناصر فى صورة مصر السيسى، فبعد كل ثورة عظيمة يهب المارد المصرى عملاقا، يعيد رسم الخرائط، ويلجم القوى الموهومة، ويقلم الاظافر الناشبة فى الجسد العربى، ويكسر الذراع التى طالت، ويقطع الألسنة التى تطول.. فإذا قامت قيامته، هذا ما يخشونه.
الذكرى تنفع المؤمنين بحق الشعب المصرى فى حياة كريمة، تحت قيادة اختارها وخرج ينادى عليها، وحملها الأمانة، ولكن المرجفين فى المدينة يتبارون فى إحصاء أخطاء ثورة يونيو فى تلسين سياسى فج، وهم غارقون حتى آذانهم فى الخطيئة الوطنية.
في الحارة المزنوقة يتساءلون عن كنه يونيو، و لا نجيب إلا بكتابة وطنية، ونكتب مجدداً، والرفاق فى موعد مضروب من كل عام، وعذرنا أن فى وجهنا نظر، والأعمى ليس أعمى البصر هو أعمى القلب والنظر.
نكتب ونتذكر ثورة يونيو ليس حنيناً “نستولوجياً” إلى ماضٍ تولى، لأن آثارها باقية مستدامة، كالشامة الحسنة فى الوجه الحسن، تنيره، نكتب لإيقاظ الوعي، لا نتعب ولا نكل ولا نمل، لأن “إخوان الشيطان” الذين يلعنون ناصر وثورة الشعب المصرى فى كل كتاب من كتبهم القذرة، هم أعداء السيسى وثورة الشعب المصرى.
نكتب ومثلى من يقفون على أرض هذه الثورة مرفوعى الرأس، وبهدى من زعيمها الذى حمل للمصريين ما اشتاقت إليه النفوس وتاقت إليه الأرواح واستشرفته العقول وتمنته الأنفس، حمل إلينا البشارة فى ثورة شعبية جبارة تجسدت في جمهورية جديدة..