أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته اليوم /الثلاثاء/ ، التزام الحلف بوحدته الدفاعية والتكنولوجية وتعزيز قدراته في مواجهة التهديدات المتصاعدة.. مشددا على أهمية القمة الحالية للحلف في بلورة استجابات جماعية للتحديات العالمية، ولا سيما في ضوء الحرب في أوكرانيا، ومخاطر التوسع الروسي، والاختراقات في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لفعاليات قمة الحلف في مدينة لاهاي الهولندية، التي انطلقت رسميا وسط إجراءات أمنية مشددة مع استمرار توافد قادة وزعماء العالم الى مقر القمة، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يصل في وقت لاحق من اليوم.
وتعد هذه القمة أول ظهور رسمي لروتة في موقعه الجديد كأمين عام للحلف، ما يضفي طابعاً رمزياً على الحدث الذي يُعقد للمرة الأولى في هولندا منذ تأسيس الحلف عام 1949.
وتتضمن أجندة اليوم الأول انعقاد "منتدى صناعة الدفاع"، الذي يجمع وزراء الدفاع وخبراء الصناعة لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين الحلف والقطاع الدفاعي، ويستضيف المنتدى وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز، بالتعاون مع اتحاد أصحاب العمل VNO-NCW، بمشاركة نحو 400 مدعو من مختلف دول الحلف.
وفي وقت لاحق من اليوم، يعقد رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف لقاءً ثنائياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقر إقامته الرسمي. ويأتي حضور زيلينسكي هذا العام بدور محدود مقارنة بالقِمم السابقة، ويُقال إن ذلك جاء بطلب من الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن الرئيس الأوكراني سيشارك في العشاء الرسمي مساء اليوم،نقلا عن مصادر هولندية.
وسيقام العشاء الرسمي في قصر مدينة "دن بوش"، ويستضيفه الملك الهولندى فيليم-ألكسندر والملكة ماكسيما، بحضور رؤساء الدول وزوجاتهم.
وبالتزامن مع هذه الفعاليات، يعقد وزراء خارجية الناتو اجتماعاً في مركز المؤتمرات العالمي بلاهاى، فيما يشارك وزراء الدفاع في عشاء عمل مخصص لمناقشة الملفات الأمنية الحساسة.
ومن المقرر أن تُعقد الجلسة الرئيسية للقمة غداً الأربعاء، حيث يجتمع قادة الدول الـ32 في إطار مجلس شمال الأطلسي، في لقاء مغلق يمتد لساعتين ونصف، لمناقشة أبرز التحديات الأمنية على الساحة الدولية.
ولوجستياً، تمثل القمة تحدياً كبيراً للبنية التحتية الهولندية، إذ تنشر السلطات أكثر من 27 ألف شرطي و10 آلاف عنصر من الجيش لتأمين الحدث، ضمن ما يُعرف رسمياً باسم "عملية الدرع البرتقالي". كما تم جدولة 9 آلاف نوبة إضافية لشرطة الحدود.
وفي ضوء الإجراءات الأمنية، دعت الحكومة الهولندية السكان في منطقة "راندستاد" – الشريط الساحلي الكثيف بين أمستردام وروتردام – إلى العمل من المنزل قدر الإمكان طوال الأسبوع، تحسباً للازدحام المروري الناتج عن إغلاق بعض الطرق السريعة.