ذكرت وكالة "بلومبرج" أن شركات تكرير النفط في الصين أكبر دولة مستوردة للخام عالميا تقلص نشاطها في أسواق النفط العالمية في الوقت الراهن، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تسببت في تقلبات حادة بالأسعار، بالإضافة إلى انخفاض هوامش الأرباح على خلفية ضعف الطلب المحلي.
وتراجع نشاط الشراء في السوق الفوري للخام القادم من دول مثل إيران وروسيا، وهما من أبرز موردي النفط منخفض السعر إلى المصافي الخاصة في الصين، كما تعتمد هذه المصافي بشكل كبير على شحنات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية، نظرا لما تقدمه من أسعار مخفضة مقارنة بالخام العالمي.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن هذا الانسحاب يأتي في وقت يشهد فيه السوق المحلي في الصين ضعفا في الطلب، إلى جانب تقلبات حادة في الأسعار العالمية مما يصعب على المصافي تمرير تكاليف الشراء إلى المستهلكين المحليين، خاصة في ظل سياسة الجهات التنظيمية التي لا تعدل أسعار الوقود محليا إلا كل 10 أيام عمل.
وبحسب بيانات شركة الاستشارات "JLC" تراجعت هوامش أرباح المصافي الخاصة إلى أدنى مستوى لها في نحو ثلاثة أشهر، في حين لا تزال مصافي الدولة الكبرى تحقق أرباحا إيجابية، إلا أن هوامش ربحها بدأت تشهد هي الأخرى اتجاها نزوليا.
وفي مؤشر إضافي على تباطؤ الطلب، أشارت بيانات من شركة Kpler إلى تزايد كميات النفط المخزن على ناقلات قرب الممرات الملاحية الرئيسية في آسيا.
وبلغ مخزون النفط الإيراني المخزن في السفن نحو 33.9 مليون برميل حتى يوم /الأحد/ الماضي، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2023.
ويعكس هذا التحول في السلوك الشرائي لمصافي التكرير الصينية تأثير التقلبات العالمية على قرارات الشراء، ويشير إلى أن السوق لا يزال هشا أمام الصدمات الجيوسياسية وتباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.