السبت 19 يوليو 2025

ثقافة

جان جاك روسو.. فيلسوف الحرية وأب الرومانتيكية الحديثة

  • 28-6-2025 | 01:51

جان جاك روسو

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى ميلاد، جان جاك روسو، أحد أبرز مفكري عصر التنوير، الذي لم تقتصر أفكاره على الفلسفة فحسب، بل أثّرت على السياسة، والتربية، والأدب، بل وحتى الثورات.

ولد جان جاك روسو، ميلاد في 28 يونيو 1712، في جنيف، المدينة السويسرية التي كانت آنذاك جمهورية مستقلة، ونشأ في بيئة متواضعة، توفيت والدته بعد ولادته بقليل، وتخلى عنه والده لاحقاً، ما جعله يتنقل في شبابه بين الحرف والمهن المختلفة، لكن هذا التهميش الاجتماعي لم يمنعه من شق طريقه نحو الفكر والكتابة.

برز روسو في عصر التنوير الأوروبي، وامتاز بانتقاداته العميقة للمجتمع المدني الحديث، أشهر مقولاته "يولد الإنسان حراً، وهو في كل مكان مقيد بالأغلال" من كتابه "العقد الاجتماعي"، الذي عكس جوهر فلسفته السياسية التي دعت إلى المساواة، والسيادة الشعبية، ورفض الاستبداد.

رفض روسو فكرة أن التقدم العلمي والثقافي يقود بالضرورة إلى الخير، كما عبّر عن ذلك في أولى مقالاته المهمة "خطاب في العلوم والفنون" (1750)، على عكس فلاسفة عصره، لم يكن يرى في العقل وحده الخلاص، بل اعتبر العاطفة والطبيعة جوهر الإنسان الحقيقي.

لم يكن روسو مفكراً سياسيا فحسب، بل كان أيضا رائدا في الفكر التربوي من خلال عمله الشهير "إميل" (1762)، حيث رسم ملامح تربية قائمة على الحرية والفطرة والابتعاد عن التلقين.

أما على الصعيد الأدبي، فقد مهد الطريق أمام التيار الرومانتيكي بكتاباته الذاتية، لا سيما في "الاعترافات"، التي تُعدّ من أوائل السير الذاتية المكتوبة بأسلوب حديث، حيث استعرض فيها حياته بكل ما فيها من تناقضات.

لم تكن حياة روسو سهلة، إذ تعرّضت كتبه للحظر، وأُجبر على الفرار من فرنسا وسويسرا عدة مرات، لكنه ظل وفيا لقناعاته، وعاش سنواته الأخيرة في عزلة، حتى وفاته في 2 يوليو 1778 في إيرمنونفيل، فرنسا.

بعد الثورة الفرنسية، نُقلت رفاته إلى مقبرة العظماء "البانثيون" في باريس، ليُكرّم كأحد رواد الفكر الحر، جنباً إلى جنب مع فولتير.

أخبار الساعة