الثلاثاء 29 يوليو 2025

تحقيقات

آمال زائفة.. ترامب يتحدث عن انفراجة وهمية بشأن غزة

  • 27-6-2025 | 14:12

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

لا تزال الأنظار تتابع عن كثب التطورات التي يشهدها قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ نحو 21 شهرًا، دون أي مؤشرات حقيقية على انفراجة قريبة تحقن دماء الفلسطينيين، الذين تجاوز عدد ضحاياهم 188 ألفًا بين شهيد وجريح، رغم التصريحات الأمريكية المتفائلة.

وقد شهد مسار مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل حالة من الجمود طوال الشهر الجاري، إلا أن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران ثم توقفها بتدخل أمريكي-قطري، أعاد الزخم إلى المحادثات مجددًا.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى في إنهاء هذه الحرب فرصة لإبراز نفسه كـ"رجل سلام"، بعد أن فشل سلفه الديمقراطي جو بايدن في تحقيق أي انفراجة في هذه المسألة.

اتفاق وشيك!؟
وعقب وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية، صباح الثلاثاء الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي ساهم بدوره في التوصل لهذا الاتفاق بين البلدين، بأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بقطاع غزة "بات وشيكًا جدًا".
ترامب سبق أن روّج في مايو الماضي إلى أن هناك انفراجة ستحدث في قطاع غزة، وهو ما لم يحدث، نتيجة لأن الولايات المتحدة لم تمارس ضغوطًا حقيقية على إسرائيل في إطار العملية التفاوضية.
وفي غضون ذلك،وفقا لإحدي المصادر الصحفية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا خلال اتصال هاتفي على إنهاء الحرب في قطاع غزة خلال أسبوعين، مقابل مجموعة من الشروط من المتوقع ألا تقبل حركة حماس بها، حيث تتعارض مع موقفها المعلن.
وجاء هذا التوافق في اتصال هاتفي جرى بينهما ليل الاثنين/الثلاثاء الماضي عقب الضربات الأمريكية الأخيرة لمنشآت نووية إيرانية، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر، حسب ما أوردته الصحيفة.
وزعم المسؤول الإسرائيلي وفقا للتصريحات الصحفية، أن اتفاق وقف الحرب يأتي ضمن خطة تتولى بموجبها أربع دول عربية الحكم المشترك لقطاع غزة بدلًا من حركة حماس، حيث سيتم إقصاء الحركة بشكل كامل، ونفي قادتها إلى دول أخرى، إلى جانب الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وإن صح ما أوردته الصحيفة العبرية، فإن المتوقع ألا تقبل به حركة حماس، حيث إنها ترفض مسألة خضوع قطاع غزة لأي قوة غير فلسطينية حتى إن كانت عربية.
وتؤكد حماس على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة، والبدء بإعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جادة.

هل هناك مفاوضات في الوقت الراهن؟
وبحسب حركة حماس، فإنه لا توجد مفاوضات في الوقت الراهن مع إسرائيل، بالرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي، التي تبعث على التفاؤل، ذلك كما أفاد مسؤول العلاقات الخارجية وعضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم، في تصريحات.
جدير بالذكر أن حماس أكدت في بيان صادر عنها، الأربعاء الماضي، أنها تتعامل بإيجابية مع جهود الوسطاء، ومع أي أفكار أو مقترحات جادة يمكن أن تؤدي إلى وقف العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وحملت الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته المسؤولية الكاملة عن تعثر التوصل إلى اتفاق حتى الآن، جراء وضع العراقيل والمماطلة لكسب الوقت، خدمةً لأهدافه الشخصية في البقاء بالسلطة، على حد قولها.
ويأتي هذا التعثر في المفاوضات، في الوقت الذي أعلنت فيه عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة أنها ستعود إلى تنظيم الاحتجاجات المطالبة بالإفراج عن ذويهم، وذلك بعد انتهاء القيود التي فرضتها الحرب على إيران.
وأكدت عائلات الأسرى أن هناك حاجة مُلحة للاستفادة من الإنجازات العملياتية والتوصل إلى اتفاق شامل وكامل يُعيد جميع المحتجزين الخمسين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)، رجالًا ونساءً، ويُنهي القتال.
وأشاروا إلى أنه "في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي المطلق، يبرز غياب الإنجازات السياسية في غزة، التي من شأنها إنهاء أطول حملة في تاريخنا وإعادة جميع ذوينا وجميع جنودنا إلى ديارهم، كجرحٍ مُتقيح"، على حد تعبيرهم.
وتتعمد إسرائيل إحاطة أي مسار تفاوضي بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة، بعراقيل تفضي إلى إفشالها، بما يخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث يُرجّح أن وقف الحرب في غزة سيكتب الفصل الأخير في مسيرته السياسية، بعد الفشل المدوي الذي حصل يوم السابع من أكتوبر 2023، وما لحق به.

الاكثر قراءة