في ظل أحداث ثورة 30 يونيو 2013، برز دور الفن والثقافة كقوى ناعمة تشكل الوعي وتعزز الانتماء الوطني، وكانت هناك أصوات نسائية ثقافية تقف على الجبهة الأمامية الي جانب الشعب المصري، ومن بين هؤلاء برز اسم الدكتورة إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت ورئيس دار الأوبرا ووزيرة الثقافة سابقاً، وفي السطور التالية نستعرض أبرز المواقف التي قامت بها خلال تلك الثورة، وإليك التفاصيل:
-كانت الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس لدار الأوبرا المصرية آنذاك، وواحدة من أبرز الأصوات الثقافية التي وقفت في وجه محاولات طمس الهوية الفنية والتنويرية لمصر خلال حكم جماعة الإخوان.
-رفضت الانصياع لمحاولات الهيمنة على المؤسسة الثقافية التي ترأستها، وكانت مدركة أن استهداف الأوبرا هو محاولة رمزية لإسكات صوت الفن المصري الأصيل.
-في مايو 2013، تصدت لمحاولات قوى الشر في محو بعض الفنون، وأبرزها الباليه، والضغط لتغيير ملابس فرق الباليه واستغلال قاعات الأوبرا لاستخدامها في أغراض بعيدة عن رسالتها، ما أدى الي إصدار وزير الثقافة حينها، قرارًا بإقالتها من منصبها كرئيسة لدار الأوبرا.
-تعرضت دار الأوبرا في ذلك الوقت لموجة من التضييق المالي والإداري، تمثلت في إلغاء ميزانيتها وتخفيض دعم العروض، وفرض ضغوط على الدكتورة إيناس عبد الدايم لتغيير ملابس فرق الباليه، بل وحتى طرح فكرة إلغاء ذلك الفن باعتباره غير لائق.
-بعد قرار الإقالة، قادت الدكتورة إيناس عبد الدايم حركة احتجاج واسعة داخل دار الأوبرا، تحولت إلى اعتصام مفتوح شارك فيه الفنانون، والمثقفون، والعاملون، وفرق الباليه، والمطربون، والفنانون التشكيليون.
-انتقلت شرارة الاعتصام لاحقًا إلى مقر وزارة الثقافة بالزمالك، في تحرك غير مسبوق للدفاع عن هوية مصر الثقافية.
-بدأ الفنانون والمثقفون في تقديم عروضهم في الشارع، خاصة عروض الباليه، للتأكيد على أن الفنون لا تقهر، وأنها جزء من روح الشعب المصري.
-لم تكتف إيناس عبد الدايم بالاحتجاج داخل حدود المؤسسة، بل كانت من أوائل المشاركين في مظاهرات 30 يونيو، وقد صرحت حينها بأن "الثقافة لا تكمم"، وأن صوت الفن لا يسكت حتى في أحلك اللحظات.
-بعد نجاح ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، عادت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى منصبها كرئيسة لدار الأوبرا المصرية، في خطوة رمزية أعادت الاعتبار للمثقفين والمفكرين، ولأهمية الدفاع عن الفن كمكون أصيل من هوية الدولة.
- تم اختيارها وزيرة للثقافة في عام 2018، لتكون أول من تتولى هذا المنصب من أبناء دار الأوبرا، وتبدأ مرحلة جديدة من التنوير المؤسسي، وأعادت إحياء قصور الثقافة في المحافظات، ووسعت قاعدة المشاركة المجتمعية في الفنون، وكرست مبدأ أن الثقافة حق لكل مواطن، وحرصت على دعم الفن كأداة لمواجهة التطرف وخط الدفاع الأول ضد الجهل.