أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، بما حققه المعهد القومي للمعايرة من إنجازات نوعية خلال العام الأكاديمي 2024 - 2025، مؤكدًا أن المعهد يُعد ركيزة أساسية في منظومة البنية التحتية للجودة في مصر؛ لما يؤديه من دور محوري في تطوير أئمة القياس الفيزيقية ومواكبة المعايير الدولية في علوم المترولوجيا، بما يدعم توجه الدولة نحو تعزيز الجودة والتنافسية.
وفي هذا السياق، صرح القائم بأعمال رئيس المعهد الدكتور حاتم حسين، بأن المعهد يواصل أداء رسالته الوطنية كمركز مرجعي معتمد في مجال القياسات، مشيرا إلى أن النجاحات التي تحققت خلال هذا العام تعكس الجهد المتواصل للباحثين والخبراء، وتسهم في دعم الصناعة الوطنية وزيادة فرص النفاذ إلى الأسواق التصديرية.
وفي الجانب الاقتصادي، بلغت الإيرادات الإجمالية للمعهد، خلال تلك الفترة، من خدمات المعايرة والاختبار والتدريب والاستشارات نحو 77 مليون جنيه، وشملت خدماته إصدار 23 ألف شهادة معايرة لصالح أكثر من 2260 عميلًا من مختلف القطاعات، كما استفاد من خدمات المعمل القومي لقياس الكفاءة الفنية 434 عميلًا في 251 برنامجًا، بينما قدم معمل اختبار المطابقة خدماته لـ 1604 شركات، ما يعكس الثقة المتزايدة من قبل المجتمع الصناعي والخدمي في خبرات المعهد.
واستطاع المعهد خلال هذه الفترة الحفاظ على الاعتراف الدولي بنظامه للجودة وفقًا للمواصفات القياسية العالمية ISO/IEC 17025 وISO/IEC 17043 وISO/IEC 17034، ورفع عدد قدرات القياس المعترف بها دوليًا إلى 113 قدرة تم نشرها على قاعدة بيانات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM-KCDB)، فضلًا عن مشاركته في 23 مقارنة دولية، مما يعزز مكانته العلمية والفنية على الساحة العالمية.
كما جرى تجديد الاعتماد لـ82 مجالًا في خدمات المعايرة والاختبارات، و44 مجالًا في برامج قياس الكفاءة الفنية، وهو ما يعكس التزام المعهد بتقديم خدمات مطابقة لأعلى المعايير الفنية والمهنية. وعلى صعيد النشر العلمي، تمكن الباحثون من نشر 135 بحثًا علميًا على قاعدة بيانات Scopus، واحتفظ المعهد بترتيبه التاسع عالميًا؛ من حيث عدد الأبحاث المنشورة، والثاني عالميًا في مؤشر عدد الأبحاث لكل مؤلف، كما تقدم المعهد 18 مركزًا في تصنيف SCIMAGO ليصل إلى المرتبة 48 إقليميًا.
واستمر المعهد في إصدار مجلته العلمية الدورية JMSA، وتقدم بطلب تسجيل براءة اختراع جديدة، وشارك في عدد من المشروعات البحثية الدولية بالتعاون مع الصين وكوريا الجنوبية. كما أُدرج ثلاثة من باحثيه ضمن قائمة أفضل 2٪ من علماء العالم الأكثر تأثيرًا وفقًا لتصنيف جامعة ستانفورد، وهو ما يعد تتويجًا للجهود العلمية المتميزة التي يبذلها المعهد.
ونظم المعهد خلال العام عددًا من الفعاليات العلمية والتدريبية، من أبرزها الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا، وورشة عمل حول تخزين الهيدروجين الأخضر، ودورة تدريبية متخصصة في الجهد العالي بمشاركة عربية، إلى جانب مساهمته الفاعلة في اللجان الاستشارية الدولية التابعة للجنة الدولية للأوزان والمقاييس (CIPM)، وسعيه نحو الحصول على عضوية مراقب في لجان إضافية.
وعلى صعيد بناء القدرات، شهد المعهد تطورًا ملحوظًا في أنشطة التدريب والتوعية المجتمعية، حيث نفذ 47 دورة تدريبية استهدفت العاملين في مجالات القياس والجودة، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية لطلاب السنوات النهائية من كليات العلوم والهندسة في مجالات المترولوجيا الحديثة، وذلك في إطار دوره في إعداد كوادر وطنية مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل في مجالات دقيقة وحيوية.
وفي إطار تعميق التعاون المؤسسي، وقع المعهد اتفاقية تعاون مع الهيئة المصرية للمواصفات والجودة، تستهدف تطوير آليات تبادل الخدمات الفنية والاستشارات، وتعزيز جودة المنتجات والخدمات الوطنية، مما يسهم في تحسين تنافسية القطاعات الإنتاجية والخدمية داخل مصر، ودعم جهود الدولة نحو التنمية الصناعية المستدامة المبنية على معايير الجودة والابتكار.