الأربعاء 30 يوليو 2025

فن

في عيد ميلاد فريدة فهمي.. قصة شراكة فنية صنعت ثورة في فن الاستعراض المصري

  • 29-6-2025 | 03:47

فريدة فهمي

طباعة
  • ندي محمد

تحل اليوم، 29 يونيو، ذكرى ميلاد الفنانة فريدة فهمي، التي شكّلت مع محمود رضا وعلي رضا مزيجًا فنيًا نادرًا، جمع بين الموهبة والابتكار والحب، حيث احتفلت مصر طويلًا بإبداع فريدة فهمي وفرقة رضا، تلك الفرقة التي غيرت شكل الفنون الاستعراضية، وقدّمت نموذجًا مصريًا أصيلًا وصل إلى العالمية.

انطلقت الحكاية من لقاء عابر، وتحولت إلى مشروع فني تجاوز حدود المسرح، وتخللته لحظات من الفرح والحزن، الانتصارات والانسحابات، ليبقى أثره حاضرًا في ذاكرة الفن المصري والعربي.

محمود رضا وفريدة فهمي.. قصة فن وشراكة لا تُنسى

 

في لقاء نادر ببرنامج «واحد من الناس»، كشف الفنان الراحل محمود رضا كواليس بداياته وعلاقته التي جمعت بين الفن والحب، وتحولت إلى واحدة من أبرز قصص النجاح في تاريخ الفن الاستعراضي بمصر.

 

يحكي رضا أنه عاش فترة في فرنسا، ثم عاد إلى مصر ليستقر مع عائلته في حي مصر الجديدة، وهناك بدأت فصول الحكاية، عندما التقى فريدة فهمي في إحدى الحفلات الراقصة، وكانت فريدة في الخامسة عشرة من عمرها آنذاك، ترقص ضمن فرقة أحيت الحفل، وهناك اندمج محمود وشقيقه علي في الرقص مع الفرقة، ليبدأ التعارف بين الشقيقين والأختين، محمود ونديدة، وفريدة وعلي.

 وسرعان ما تطورت العلاقة إلى زواج، فتزوج محمود من نديدة، ثم لحق به شقيقه علي وتزوج من فريدة رغم تخوفه من رفض والدها الأستاذ الجامعي الشهير حسن فهمي، لكنه نال الموافقة في النهاية.

 

البداية الحقيقية.. أول دويتو ورؤية فنية

 

بعد الزواج، طلب والد فريدة من محمود رضا أن يرافقها إلى مدرسة الباليه، حيث كانت تتعلم على يد سيدة روسية، ليُقيم مستواها الفني، وهناك، رأى أن ما يُقدم لا يُرضي طموحه الفني، فقرر أن يدربها بنفسه، وكان ذلك أول دويتو فني يجمع بينهما عام 1959.

 قال رضا عن تلك اللحظة: "أول دويتو كان سنة 1959، كانت بتروح مدرسة باليه عند امرأة روسية، قالوا لي روح معاها يا محمود، لقيته كلام فاضي وعلمتها أنا كل اللي اتعلمه."

 

فرقة رضا.. الحلم الذي أصبح حقيقة

 

انطلقت فرقة رضا من شراكة فنية وعائلية متماسكة بين شقيقين وشقيقتين، علي ومحمود رضا، وفريدة ونديدة فهمي.

 تولى علي الإخراج والتصميم، فيما كانت نديدة تضع لمساتها على الأزياء، أما فريدة ومحمود، فكانا الواجهة الراقصة والمُلهمة للفرقة.

وبالرغم من الصدمة التي أصابت العائلة برحيل نديدة فهمي في ريعان شبابها بعد صراع مع المرض، استمرت العروض كما هي، فقد قرر محمود وفريدة احترام التزاماتهم مع الجمهور، ووقفا على المسرح في اليوم التالي لوفاتها، وسط حالة من الحزن والألم.

 

النجاح والتحديات

 

حققت فرقة رضا شهرة عالمية، ووقفت على أعرق المسارح في أوروبا وأمريكا، ولكن مع قرار تأميم المسارح عام 1961، تم ضم الفرقة إلى وزارة الثقافة، ليصبح أفرادها موظفين حكوميين.

ورغم العراقيل البيروقراطية التي بدأت تظهر لاحقًا، استمر الثلاثي محمود وعلي رضا وفريدة فهمي في تقديم عروضهم بروح متجددة ورؤية فنية سبقت عصرها، لكن التحديات تكاثرت، وبدأت الفرقة تفقد بريقها.

 

انسحاب واعتزال

 

مع وفاة علي رضا، بدأت فريدة تشعر بثقل الفقد، وسرعان ما انسحبت من الفرقة بعد خروج محمود رضا منها أيضًا، وقررت الاعتزال نهائيًا، حيث كانت ترى أن العروض تحولت من فن استعراضي راقٍ إلى اعتماد على الإغراء، لا الموهبة.

 

فريدة، التي اعتزلت في الأربعين من عمرها، سافرت إلى أمريكا ودرست علم الأعراق وكتبت رسالة ماجستير عن تجربة محمود رضا، والتي وصفتها بأنها "لغة حركية جديدة مستمدة من تراث مصر وهويتها"، وتم اعتماد الرسالة في واحدة من أعرق جامعات الولايات المتحدة.

 

الوحدة والحنين

 

عاشت فريدة تجربة قاسية بعد رحيل زوجها ومرض والدتها، الذي انتهى بوفاتها، وفي حوار سابق، قالت إن الجمهور لم يعد يتعرف عليها في الشارع كما كان، ولم تعد تتابع وسائل التواصل الاجتماعي لأنها لا تحبها، وتقضي وقتها بين الكتب والذكريات.

 

ومن أبرز أعمالها السينمائية: "غرام في الكرنك"، "أجازة نصف السنة"، "إسماعيل يس في البوليس الحربي"، "الأخ الكبير"، و"جميلة"، وكان آخر أفلامها "أسياد وعبيد" عام 1978.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة